المنارةمراكش

بعد سنين من الإنتظار.. انطلاق أشغال بناء أول ثانوية تأهيلية بحي إزيكي بمراكش

انطلقت مطلع شهر مارس المنتهي، أشغال بناء الثانوية التأهيلية توبقال بحي إزيكي بتراب مقاطعة المنارة بمراكش، وذلك بعد تحويل قناة الصرف الصحي التي تتوسط العقار الخاص بإنشاء المؤسسة التي طال انتظارها لسنوات.

وكان وزير التربية السابق أعطى يوم السبت 5 يونيو 2021 إنطلاقة أشغال بناء الثانوية التأهيلية التي اختير لها من الأسماء توبقال بعرصة بلال بدوار ايزيكي، وخصص للمشروع عقار منحه مجلس عمالة مراكش لتشييد هذه المؤسسة على مساحة تمتد على 12.543 مترا مربعا، وبكلفة مالية إجمالية تفوق 11.851140.00 درهم رصدتها الوزارة، على أساس انطلاق الدراسة بها خلال الموسم الدراسي 2023/2024، الا أن المشروع بقي معلقا بسبب تواجد قناة للصرف الصحي داخل العقار المخصص لهذا المشروع.

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، طالبت وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والي جهة مراكش آسفي، ورئيسة مجلس عمالة مراكش، بالكشف عن مآل مشروع الثانوية التأهيلية توبقال.

وأشارت الجمعية في رسالتها الموجهة إلى المسؤولين المذكورين شهر يونيو المنصرم، إلى أنه سبق أن سجلت عند كل دخول مدرسي عدم التزام الوزارة ببناء المؤسسات التعليمية في الآجال المحددة، وأحيانا انطلاق الدراسة في مؤسسات غير منتهية البناء، كما أنها سجلت مرارا الخصاص المهول في البنيات الأساسية التحتية للتعليم وقدرت العجز المتراكم على مستوى مديرية مراكش بما يقارب 40 وحدة تعليمية، كما وقفت على أن أحياء كبرى تضاعف عدد سكانها لم تعرف بناء المؤسسات التعليمية، خاصة الثانوية التأهيلية لمدة تفوق 10 سنوات على أقل تقدير، ناهيك عن عدم الوفاء ببناء كل المؤسسات التعليمية المسطرة في برنامج “مراكش حاضرة متجددة” الذي انطلق منذ 2014، مما يعني التضحية بتوفير البنيات لإعمال الحق في التعليم وتقليص العرض المدرسي والدفع بمزيد من الهدر المدرسي وتقزيم دور المدرسة العمومية.

واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، أن عدم إنجاز ما تم الترويج له ورصدت له مخصصات مالية من المال العمومي يندرج في باب سوء التسيير والتدبير، وأن عدم القيام بما تم التصريح به من طرف الوزير المسؤول عن القطاع، يعد إخلالا بالمسؤولية وإنكارا لحق أسر دوار إيزيكي في أن يتمتع أبناؤها بمؤسسة تعليمية عمومية تخفف من معاناتهم وضمان حقهم الغير قابل للتصرف في التعليم، إضافة إلى كونه خطابا بعيدا عن الشفافية والنزاهة وتحمل المسؤولية الدستورية.

وطالبت الجمعية هؤلاء المسؤولين كل حسب الإختصاصات التي يتمتع بها قانونيا وسياسا، بفتح تحقيق شفاف حول مآل الثانوية التأهيلية توبقال بدوار إيزيكي، وتحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية الضرورية، وتحديد مصير المشروع بوضوح بما فيها العقار والمخصصات المالية المرصودة له.

كما طالبت الجمعية المسؤولين المذكورين بالوفاء بالتزاماتهم أمام المواطنات والمواطنين وضمان حق تلميذات وتلاميذ دوار ازكي وكافة المناطق المحرومة والمهمشة في تعليم عمومي جيد، مبني على قاعدة المساواة المجالية والاجتماعية.

مراسلة الجمعية سبقها لقاء بمقر الملحقة الإدارية إزيكي التابعة لمقاطعة المنارة، صباح يوم الثلاثاء 11 أبريل 2023، وهو اللقاء الذي خصص لبحث سبل إعادة تحريك عجلة مشروع إحداث الثانوية التأهيلية “توبقال” بعرصة بلال، إثر توقف الأشغال بسبب تواجد قناة للصرف الصحي داخل العقار المخصص لهذا المشروع الذي وضع له حجر الأساس قبل نحو ثلاث سنوات.

اللقاء الذي دعا إليه قائد الملحقة الإدارية بناء على طلب تقدمت به فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة، عرف حضور موحى أيت ملوك المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بمراكش ورئيس مصلحة التخطيط وعدد من المسؤولين بالمديرية إضافة إلى ممثل مجلس مقاطعة المنارة، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء (راديما) وممثلة مكتب الدراسات المكلف بالمشروع، والمصلحة التقنية بملحقة إزيكي ثم المقاول المكلف بإنجاز المشروع.

وبعد مناقشة المشكل الذي يواجه المشروع وتبادل الآراء بشأنه، خلص الحضور إلى قيام المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإيداع ملف تقني مكون من التصميم الإجمالي الخاص بثانوية توبقال، مع توضيح مسار شبكة التطهير السائل المارة من وسط العقار المحتضن للمشروع، لدى مصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، كتذكير بمراسلة سبق أن وجهت لها في هذا الصدد بتاريخ 30 دجنبر 2022.

كما خلص اللقاء إلى ضرورة رفع هذا الملف إلى الجهات المعنية من أجل التعجيل بإيجاد حل لهذا المشكل خصوصا، وأن إنشاء هذه الثانوية يعد مطلبا ملحا لساكنة إزيكي التي تفتقر إلى مؤسسة تعليمية ثانوية رغم قدم هذا الحي وشساعته، وهو اللقاء الذي تلته مبادرات وتحركات أخرى من طرف هيئات المجتمع المدني التي ترافعت لسنوات من أجل إخراج هذا المشروع لحيز الوجود، قبل أن تتكلل مجهوداتها بالنجاح ويتم الشروع في تشييد هذا الصرح التعليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى