جليزمراكش

خلال تقديم كتابه بمراكش.. بوعزيز يكشف مقترح وصفته لخروج المغرب من غرفة الإنتظار

في محراب رمضاني للتأمل والإنصات، وبوصلتين غنائيتين صدحت بهما حنجرة الفنانة الجعيدي، وبحضور نوعي متميز، وتسيير لطيف من الدكتور جمال الأحمدي، نظم مركز التنمية مع شركائه لقاءه الشهري الأول بتقديم كتاب الأستاذ مصطفى بوعزيز (الوطنيون المغاربة ) بجزأيه، وهو الكتاب الحائز على جائزة المغرب للعلوم الإنسانية سنة 2020.

و بعد الكلمة الترحيبية للدكتور جمال الأحمدي كرئيس للمركز ومسير للقاء، تعاقب على المنصة الأستاذ السكوري كمسؤول عن مدينة اللغات والثقافات والذي أعرب عن سعادته باحتضان اللقاء متمنيا له كل التوفيق والنجاح والنجاح، ليعقبه الدكتور عادل عبد اللطيف، حيث أطر اللقاء في سياق اللقاءات التي سينظمها مركز التنمية في قادم الأيام (كتاب الأستاذ محمد بوعابد عن فن الملحون +الدكتور محمد المالكي حول الديمقراطية التشاركية + الدكتور محمد موهوب حول كتابه استئناف البدء )، كما ذكر بملتقى الثقافة والإبداع المبرمج في شهر ماي تحت عنوان (الثقافة سلوك مدني ).

وفي تقديمه لكتاب الوطنيون المغاربة توقف الأستاذ حميد منسوم عند المسار الأكاديمي للدكتور مصطفى بوعزيز و أهم مؤلفاته، أهم أبواب وفصول الكتاب بجزئيه، إشكالية الكتاب: المتمثلة في ارتباك الإنتلجنسيات المغربية أمام صدمة الحداثة، أما بسبب ترددها أو دخولها في مغامرات بدون أفق، مما يسقطها في إعادة إنتاج المحافظة، وييسر إعادة تموقعها في الهامش، الإشتغال على مادة أرشيفية غنية ومتعددة، وظفها الأستاذ بوعزيز ليتخذ من مغرب القرن 20 زمنا للتركيب، ومن الوطنيين المغاربة بنية للتفكيك، تخلصه من مفاهيم سابقة (الحتمية التاريخية وخطية التاريخ في اتجاه محطة موعودة )واشتغاله بمفاهيم (الحقل+التشكل +الحركات + العقلية +الانتلجنسيا )، وبتواضع مفكر فيه – يضيف منسوم – لم ينته الكتاب بخلاصات قطعية نهائية لان الاستاذ مصطفى بوعزيز -حسب تصريحه في احدى الندوات-بدا بفرضيات انطلاق لينتهي بفرضيات حصيلة لان الظاهرة مازالت مستمرة .

وفي كلمته توقف الأستاذ مصطفى بوعزيز في مداخلتة على مجموعة من النقط منها أن أطروحته جاءت كنوع من التحدي لزملائه الذين اعتبروه قادما من العلوم الرياضية و (دخيلا) على التاريخ، وبقطع النظر عن سانكرونية أو دياكرونية الوقائع والأحداث فإنه جعل منها ممرا وليس مستقرا، ليعبرمنها الى البنيات والعقليات، مستفيدا من مدرسة الحوليات، ورابطا بين التاريخ والعلوم الاجتماعية، تمييزه بين الحداثة والتحديث (هنري لوفيفر ) مع تاكيده ان التحديث في التقنيات بالمغرب لايعني امتلاكنا للحداثة بعناصرها السياسية والفكرية المؤسسة، تذكيره أن مشروع دستور 1908 كان مؤشرا ايجابيا في اتجاه هذا الامتلاك، تحقيبه لتاريخ المغرب من خلال الفترة المدروسة في أطروحته ،الى مرحلتين : مرحلة ماقبل الحماية ، وكانت فيها الهيمنة للحقل الديني على كل المجالات .ومرحلة الاستقلال وما بعدها، اصبحت فيها الهيمنة للحقل السياسي، والذي حول الدين من مجال مهيمن إلى استثمار للتوظيف.

ولكونه فاعلا سياسيا قلبه على وطنه، و بنوع من التخوف، وبرتوش من التشاؤم، أنهى ذ مصطفى بوعزيز مداخلته بالاشارة الى اننا -مجتمعا ودولة – دخلنا الى غرفة انتظار، خاصة بعد اغلاق ماسماه بالأقواس التي لم تحقق ماكان مرجوا منها : (قوس الدساتير والاحزاب الوطنية +قوس تنظيم المسيرة ورفع الحظر +قوس حكومة التناوب +قوس حركة 20,فبراير ).

وفي تفاعله و إغنائه للمداخلة انصب اهتمام المتدخلين على:
ا. علاقة العنوان بالغلاف الزمني الذي غطاه الكتاب .
ب . عمومية ومطاطية بعض المفاهيم الواردة في دستور 2011.
ج. تشرذم المشهد الحزبي والنقابي.
د. غياب مؤسسات الوساطة وارتفاع وتيرة الإحتجاجات الفئوية والمناطقية.

وفي معرض رده التركيبي أشار الأستاذ مصطفى بوعزيز إلى رفض لجنة الاستاذ المنوني بند دسترة حرية الضمير في آخر لحظة، و الى انهيار منظومة القيم باستثناء قيمة الدين ومؤسسة الأسرة، ليقدم في النهاية مقترح وصفته لخروج المغرب من غرفة الانتظار ، والمتمثلة في البحث عن مشترك يوسع من مدنية السياسة ويؤسس لحداثة مغربية متصالحة مع العصر، حدد لها سقوفا أربعة هي 🙁 المواطنة+الديمقراطية + الإنسية +الشرعية الشعبية).

وعرف هذا اللقاء في آخر فقراته تسليم الدرع الرمزي للأستاذ مصطفى بوعزيز .

ذ .حميد منسوم
عن اللجنة الثقافية لمركز التنمية لجهة مراكش تانسيفت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى