مراكش

توقيع المجموعة القصصية “الخرسان” للروائي والقاص عبد الوهام سمكان

تنظم فرقة الجيب المسرحي حفل توقيع المجموعة القصصية “الخرسان” للقاص المبدع عبد الوهام سمكان، غدا السبت 21 يناير الجاري، بالقاعة الصغرى للمركز الثقافي الداوديات.

 

وسيعرف اللقاء المنظم بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة لجهة مراكش آسفي، مشاركة كل من الأساتذة طارق رضا واسماعيل الموساوي وعثمان عشيبة وعبد اللإله غاوش، في حين سيتولى الأستاذ الباحث المسرحي أيمن الأزدي بتسيير الجلسة.

 

وتضمنت المجموعة القصصية “الخرسان” لعبد الوهام سمكان تسع قصص، ورغم أن كل واحدة من هذه القصص رصدت ظاهرة اجتماعية معينة أو حالة وجودية متفردة، وبالتالي حاولت تشييد عالم خاص بها، فإنها جميعها ظلت مسكونة بهاجس الخَرَس الذي يكبّل جميع شخصياتها ويجعل عالم القصص التسع واحدا موحَّدا: عالم الكلام المسلوب.

 

إن الخرسان في هذه المجموعة ليسوا بُكْماً حَرَمَتْهم الطبيعة من القدرة على النطق، ولكنهم بُكْمٌ من حيث هم ممنوعون من التعبير عن رغباتهم وآلامهم وأحلامهم وحقوقهم ووجودهم، مما يجعل منهم كائنات هشة مضطهَدة ومعزولة جراء ذلك، ويدفعهم في النهاية إلى الجنون أو المرض النفسي (شخصية نعيمة في قصة “برج العانس” وشخصية يوسف الفنّ في قصة “الوجود متفرِّداً”)، أو يجبرهم على الفرار والاغتراب والتيه (شخصية الرايس عباس في قصة “متلازمة BALALA”)، أو يجعلهم يُقبِلون على الانتحار (شخصية الطاهر في قصة “طائر الخلاص” والشخصيتان الساردتان في قصتيْ “بحر للغرق” و”كابوس أزرق يحتل المدينة”)، أو يؤدي بهم إلى الحط من إنسانيتهم إلى منزلة الحيوان (شخصية الـمْسِيّْح في قصة “من يفهم لغة القردة؟”)، أو يحوِّلهم إلى منغلقين على نفوسهم/ عنيفين مع المحيطين بهم (قصة “النائم في رأسه”) …

 

أما على المستوى الفني فإن السرد في قصص “الخرسان” جاء متنوعا ومتعددا، حيث هناك سرد بضمير المتكلم حينا وضمير المخاطب أو ضمير الغائب حينا آخر، مما يؤكد تميز القاص بقدرات سردية تتجاوز المألوف والنمطي؛ كما أن لغة هذه المجموعة تختلف من قصة إلى أخرى، فتأتي بسيطة تُنَوِّم القارئ وتدفعه إلى الاسترخاء والتلقي السلبي لتسلسل الأحداث، ثم تتحول في قصة أخرى إلى لغة مشحونة بالتأمل والتفلسف، وهو ما يستفز القارئ ويطالبه بشحذ قدراته الذهنية وعدم الاكتفاء بتطور الأحداث والركض خلفها…

 

قصارى القول، يمكن الإقرار بأن المجموعة القصصية “الخرسان” للكاتب المغربي عبد الوهام سمكان تُؤكد تمتع هذا الصوت الأدبي بتفرُّدِيّة خاصة، تفردية سبق وأن بشّرت بها مجموعته القصصية “كلاب السوق” وروايته “آدم الذي رأى”.

 

وعبد الوهام سمكان، هو روائي وقاص وشاعر مغربي، من مواليد إقليم آسفي سنة 1971، انتقل إلى مراكش منتصف الثمانينات لمتابعة دراسته، والتي توقف عنها في مرحلة الثانوي لكنه سيستمر في نشر إبداعاته الشعرية والقصصية في الجرائد، قبل أن يعود إلى دراسته وهو في سن 39 ويحصل على على الإجازة الجامعية في شعبة الفلسفة سنة 2014، ويصبح أستاذ الفلسفة في التعليم الثانوي.

 

عمل مراسلا صحفيا لعدة جرائد مغربية، إلى جانب إبداعاته الأدبية، التي أوصلته إلى جوائز مرموقة في الأدب وطنيا وعربيا، كما أشرف على تأطير عدد من المخيمات التربوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى