المدينةمراكش

مراكش تتعافى من آثار الزلزال.. حركة تجارية وسياحية دؤوبة بالمدينة العتيقة

عادت المدينة العتيقة بمراكش لتشهد حركة تجارية وسياحية نشطة ودؤوبة بعدما تعرضت لزلزال 8 شتنبر الذي ضرب إقليم الحوز وعدد من المناطق بالمملكة، وذلك بفعل الجهود الكبيرة المبذولة من قبل السلطات المحلية ومختلف المتدخلين والتي مكنت وفي ظرف وجيز من عودة الحياة إلى طبيعتها بالمدينة الحمراء بفضل أشغال إعادة البناء والترميم التي عرفتها مجموعة من الأسوار والجدران وواجهات البيوت والمحلات التجارية.

ووفق مقاربة مبنية على مبادئ السرعة والفعالية والاستباقية، حرصت السلطات المحلية ومنذ اللحظات الأولى التي تلت الهزة الأرضية على تأمين المواقع المتضررة بالمدينة العتيقة وتقديم الدعم والمساعدة للساكنة، مع التتبع والمواكبة اليومية لمختلف الأشغال والتدخلات التي مكنت من عودة الحياة إلى طبيعتها بهذا النسيج الحضاري والعمراني العريق.

وفي إطار الاستجابة الناجعة والسريعة، تم القيام بمجموعة من التدخلات من قبل الجهات المعنية همت بالأساس إزالة مخلفات الزلزال من أتربة ومواد مختلفة كانت تعيق انسابية الحركة وفتح الطرقات وتدعيم البنايات أو إعادة بنائها وفق الطابع المعماري الأصيل وحتى لا تشكل خطرا على ساكنة وزوار القلب النابض لمدينة مراكش من مغاربة وأجانب.

واستعادت المدينة العتيقة بمراكش التي تعتبر موروثا ثقافيا وعمرانيا وطنيا ذو إشعاع عالمي ، رونقها وجماليتها، وهو ما تعكسه الحركية الملاحظة بمختلف أزقة وممرات المدينة التي تعج بالمراكشيين والسياح الأجانب.

وأبرزت صفاء بومراح، مديرة مركزية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارة ميدانية قامت بها لجنة تضم ممثلي السلطات المحلية ومتدخلين آخرين لمختلف الأشغال المنجزة بالمدينة، أنه منذ الساعات الأولى اتخذت الوزارة جميع التدابير اللازمة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال إعادة الاعمار وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.

وأوضحت أنه تم احداث خلية أزمة على مستوى عمالة مراكش على غرار باقي الأقاليم المعنية، للشروع في عملية احصاء المنازل وتشخيص الأضرار جراء الزلزال، مشيرة إلى أن الوزارة جندت لهذه العملية كافة الموارد البشرية واللوجستيكية اللازمة، فضلا عن تعبئة مكاتب الدراسات والمهندسين للمشاركة في هذه العملية.

وأشارت إلى أن الوزارة قامت أيضا بتعبئة جميع المقاولات الخاصة للعمل على إزالة الركام وفتح الأزقة مما ممكن من استعادة الرواج التجاري والسياحي بالمدينة العتيقة بمراكش، وجعلها آمنة وسالمة بالنسبة للمواطنين والسياح وزائريها.

وأكدت على أن الاستجابة السريعة والناجعة جاءت نتيجة تضافر جهود جميع المتدخلين والخبرة التي راكمتها المدينة الحمراء في مجال تأهيل الأنسجة العتيقة والتدخل في المباني الآيلة للسقوط .

من جهته، أشار مدير الوكالة الحضرية لمراكش، أمين إدريسي بلقاسمي، في تصريح مماثل، إلى أنه انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى بداية عملية إعادة الإعمار وفق مقاربة مبنية على مبادئ السرعة والفعالية والاستباقية تم القيام بمجموعة من التدخلات من طرف مختلف مكونات وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وهمت في مرحلة أولى إزالة مخلفات الزلزال من أتربة ومواد مختلفة كانت تعيق انسابية الحركة بالمدينة العتيقة.

وأضاف أن المرحلة الثانية شملت احصاء البنايات المتضررة وتنسيق التدخلات الاستباقية درءا لأي خطر محتمل، حيث تم القيام بمجموعة من التدخلات على مستوى المباني المهددة بالانهيار إما من ناحية الهدم الجزئي أو الكلي أو تدعيم هذه المباني، لافتا إلى إحداث لجنة علمية تضم مجموعة من الخبراء بالإضافة لمجموعة من المتدخلين تحت اشراف السلطات المحلية بهدف تنسيق هذه التدخلات.

كما أبرز الجهود التي تبذلها الوكالة الحضرية لمواكبة السلطات المحلية بعين المكان، والتي مكنت من المحافظة على المكتسبات المحققة في مختلف البرامج التنموية الكثيرة التي عرفتها المدينة العتيقة بمراكش التي تزخر بعدد كبير من مكونات الترات والهوية المغربية والتي تفرض المحافظة على الخصوصيات المتفردة لهذه المدينة.

من جهته، ذكر محمد أمين أخانا، رئيس شعبة الإنجازات بشركة العمران مراكش آسفي، بتدخلات الشركة على مستوى المدينة العتيقة بمراكش على إثر الزلزال والتي همت بالأساس إزالة الأتربة والركام من الممرات السياحية لتمكين ساكنة المدينة العتيقة وزائريها من ارتيادها والتجول بين أزقتها بسلالة وأريحية ودون عراقيل، قبل الشروع في عملية احصاء المباني المتضررة وفق مبادئ الحكامة الجيدة وتحت إشراف السلطات المحلية.

وأشار إلى أن شركة العمران برمجت ما يناهز 1500 تدخلا والتي تهم الهدم الكلي أو الجزئي للبنايات وكذا تدعيم البنايات التي تتطلب ذلك.

المراكشي/ و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى