وطني

ديناصور مدرَّع بأشواك طويلة.. اكتشاف مذهل من العصر الجوراسي في المغرب

أعلن فريق من الباحثين المغاربة والدوليين عن اكتشاف أحفوري مهم في جبال الأطلس قرب بولمان بالمغرب، يتمثل في بقايا متحجرة لديناصور عاش قبل حوالي 165 مليون سنة خلال العصر الجوراسي، وأطلق عليه اسم “سبايكوميلوس” (Spicomellus)، ويُعتبر من بين أغرب الديناصورات التي تم اكتشافها على الإطلاق.

ونشر هذا الاكتشاف العلمي في مجلة Nature بتاريخ 27 غشت 2025، ويصف “سبايكوميلوس” كديناصور مدرّع من فصيلة الأنكيلوصورات، وهي ديناصورات عاشبة ذات أجسام مدعمة بدرع عظمي، إلا أن ما يميز هذا النوع بشكل خاص هو امتلاكه لأشواك طويلة قد يبلغ طول بعضها مترا، تبرز من طوق عظمي يحيط برقبته، وهي سمة لم تُرصد في أي كائن حي آخر معروف، منقرضا كان أو معاصرا.

ويقدر طول هذا الديناصور بنحو أربعة أمتار، ووزنه بين طن وطنين، ويعد أقدم عضو معروف في فصيلته على الإطلاق، مما يمنح هذا الاكتشاف أهمية كبرى في فهم تطور الأنكيلوصورات.

وشارك في هذا الاكتشاف باحثون من متاحف وجامعات مرموقة في المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، جنوب إفريقيا، إلى جانب فريق مغربي من مختبر GERA التابع لكلية العلوم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ضمّ الباحثين: كوثر الشاراي، أحمد أوسو، عبد السلام الخنشوفي، خديجة بومير، إدريس ورهاش.

واستند الاكتشاف إلى عظمة ضلع جزئية عثر عليها في المنطقة، وقد أظهرت التحليلات أن “سبايكوميلوس” يمتلك درعا جلديا معقدا وفريدا لا يشبه أي درع في عالم الفقاريات، وتشير النتائج إلى احتمال امتلاكه لذيل مزوّد بـ”مقبض” يشبه الهراوة، ما يعيد النظر في النظريات السابقة حول تطور هذه السمة، التي كان يعتقد أنها ظهرت فقط في العصر الطباشيري.

وحسب الباحثين، فإن الأشواك الضخمة التي تميز هذا الديناصور قد أدّت دورا مزدوجا: دفاعي ضد الحيوانات المفترسة، واستعراضي خلال طقوس التزاوج، إذ رجح أنها استخدمت لجذب الشريكات أو لمنافسة الذكور الآخرين في إطار الصراع على التزاوج.

وقالت سوزانا ميديمنت، الباحثة الرئيسية في الدراسة من متحف التاريخ الطبيعي بلندن: “من الشائع في الطبيعة أن تمتلك الحيوانات سمات جسدية مزعجة أو ضخمة ليس لها وظيفة مباشرة واضحة، مثل قرون الغزال أو ذيل الطاووس، وغالبا ما ترتبط بسلوكيات التزاوج. وهذا ما نعتقده بشأن أشواك سبايكوميلوس”.

وأضاف ريتشارد بتلر، من جامعة برمنغهام: “درع هذا الديناصور غريب بشكل لا يُصدق، لم نرَ شيئا مثله من قبل. لم تكن له فقط أشواك على الأضلاع، بل امتلك طوقا حول الرقبة بأشواك هائلة الحجم تشبه مضارب الغولف، وهو تصميم غير مسبوق في مملكة الحيوان”.

ويعزز هذا الاكتشاف مكانة المغرب كأحد أبرز المواقع العالمية في علم الحفريات، ويؤكد تنوع وغنى التراث الجيولوجي للمنطقة، خاصة جبال الأطلس التي أصبحت منجما للاكتشافات الفريدة التي تسلط الضوء على عصور ما قبل التاريخ.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى