وطني

اليسار المغربي يفقد أحد رموزه.. رحيل مصطفى البراهمة بعد مسار نضالي طويل

توفي صباح اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، المناضل اليساري مصطفى البراهمة، أحد أبرز مؤسسي حزب النهج الديمقراطي العمالي، عن سن ناهز 70 عاما، بعد صراع مرير مع المرض.

ويُعد الراحل من أبرز رموز اليسار المغربي، وواحدا من وجوه الجيل الثاني لمنظمة “إلى الأمام” الماركسية، الذين لعبوا أدوارا حاسمة في المعارك السياسية والفكرية التي خاضها اليسار المغربي خلال ثمانينيات القرن الماضي.

وكان البراهمة قد خضع في الأشهر الأخيرة لعلاجات وعمليات مكثفة بفرنسا، بعد تشخيص إصابته بمرض السرطان، حيث تدهورت حالته الصحية بشكل متسارع.

عرف مصطفى البراهمة بمساره النضالي الصلب والوفي لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية، وقد حُكم عليه بالسجن 20 سنة بسبب نشاطه السياسي السري، قضى منها 9 سنوات في معتقلات النظام خلال سنوات الرصاص، ما جعله من أبرز رموز المعتقلين السياسيين اليساريين في المغرب.

بعد الإفراج عنه، واصل البراهمة نضاله بلا هوادة، حيث كان من قيادات الصف الأول للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ولعب دورا رياديا في محاولة تجميع قوى اليسار أواخر التسعينيات وبداية الألفية، عبر مبادرات تنظيمية وبرامج سياسية وحدوية، توجت لاحقا بتأسيس حزب النهج الديمقراطي.

تولى الراحل منصب الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي لولايتين متتاليتين بين 2012 و2022، قبل أن يضطر إلى الانسحاب التدريجي من المشهد الحزبي بفعل تدهور وضعه الصحي، دون أن يتراجع عن مواقفه السياسية المبدئية.

ظل مصطفى البراهمة صوتا من أصوات اليسار الجذري المدافع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وعن العدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان، فكان حضوره السياسي والفكري بارزا ومؤثرا داخل المغرب وخارجه.

وبرحيل مصطفى البراهمة، تفقد الساحة السياسية المغربية قامة نضالية وفكرية نادرة، كانت شاهدة على مرحلة مفصلية من تاريخ اليسار المغربي، لقد مثّل مثالا حقيقيا للمثقف العضوي، الذي جمع بين النظرية والممارسة، والتواضع والثبات، وظل وفيا لمبادئه حتى آخر لحظة.

رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ورفاقه الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى