
اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى يدين أحداث الشغب ويحذر من “الإنفلات والتضليل الإعلامي”
أعرب اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى، يوم الجمعة 3 شتنبر 2025، عن قلقه العميق إزاء الأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض المدن المغربية، والتي تخللتها أعمال شغب وتخريب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، مخلفة حالة من التوتر والقلق في أوساط المواطنين.
وأكد الاتحاد في بلاغ له أن التعبيرات الشبابية التي انطلقت بداية بشكل سلمي، معبرة عن تطلعات مشروعة لفئات واسعة من الشباب في العدالة الاجتماعية والكرامة، سرعان ما تم استغلالها من طرف بعض الجهات الانتهازية، سواء من فاعلين سياسيين أو مثيري الشغب وأصحاب السوابق، الذين حولوا هذه الاحتجاجات إلى سلوكيات عنيفة وأعمال تخريب منظمة.
وأبدى الاتحاد أسفه لما وصفه بـ”الانفلات الإعلامي” الذي رافق هذه الأحداث، مشيرا إلى وقوع بعض المنابر الإعلامية في أخطاء مهنية جسيمة، أبرزها نشر صور ومقاطع فيديو لقاصرين، في خرق واضح للقوانين والأعراف الصحفية، بالإضافة إلى المساهمة في تضخيم الأحداث من خلال أخبار غير دقيقة ومضللة، ساهمت في تأجيج الوضع. كما أشار البلاغ إلى استغلال بعض القنوات الأجنبية المعادية لهذه الأحداث لترويج خطاب تحريضي ضد المغرب، ونشر محتوى يدعو إلى العنف، ما يمثل تهديدا مباشرا للسلم الاجتماعي.
وفي المقابل، أشاد الاتحاد بمهنية السلطات العمومية في تعاملها مع وسائل الإعلام خلال هذه المرحلة الحساسة، حيث وفرت الظروف المناسبة لعمل الصحفيين المهنيين، في احترام متبادل لمبدأ التعاون خدمة للمصلحة العامة.
وفي هذا السياق، دعا الاتحاد الصحافيين والصحافيات إلى الالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة، والتحقق من صحة الأخبار والمعطيات قبل النشر، مع تجنب ترويج الصور المفبركة أو المضللة. كما شدد على ضرورة الامتناع عن تصوير أو نشر صور تظهر وجوه عناصر القوات العمومية أثناء أداء مهامهم، حفاظاً على سلامتهم وعدم تعريضهم لأي خطر محتمل.
وطالب الاتحاد أيضا بعدم الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة أو اعتماد تصريحات تفتقد للضوابط القانونية، لما لذلك من تأثير على مصداقية العمل الصحفي، واحتمال التسبب في تبعات قانونية. كما نبه إلى أهمية الدقة في استعمال المصطلحات القانونية، وعدم الخلط بين مفاهيم مثل “التوقيف” و”الاعتقال”، تجنبا لأي تضليل للرأي العام أو إساءة للمؤسسات.
وفي سياق حماية المهنة، دعا الاتحاد السلطات العمومية إلى منع تغطية الأحداث من طرف أشخاص لا يتوفرون على صفة الصحفي المهني، ومتابعة كل من يثبت تورطه في ممارسة هذا النشاط بشكل غير قانوني، صونا لمصداقية الخبر وحماية لحرية الصحافة المهنية.
كما نوه الاتحاد بالجهود الكبيرة التي بذلها مديرو نشر المقاولات الصحفية الصغرى بمختلف المدن والجهات، الذين أبانوا عن مستوى عالٍ من الوعي والمسؤولية، رغم ضعف الإمكانيات وقلة الموارد المتاحة.
وفي ختام بلاغه، أدان اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى بشدة أعمال التخريب ومحاولات الركوب على الاحتجاجات السلمية من قبل جهات سياسية أو مشبوهة، مجددا التزامه بالدفاع عن صحافة حرة، مسؤولة وموضوعية. كما أكد أن صحافة القرب، بما تمتلكه من مصداقية وارتباط مباشر بالواقع المحلي، تظل خط الدفاع الأول في مواجهة الشائعات وحملات التضليل، وضمانا لاستقرار الوطن.



