
عبّر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بجهة مراكش آسفي (العضو بالفدرالية الديمقراطية للشغل)، عن استيائه العميق من الوضعية “المقلقة” التي يعيشها المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمراكش، محذرا من أن استمرار هذه الاختلالات “يهدد جودة التكوين ومردودية الإصلاح الصحي الوطني”.
وأكد المكتب في بيان استنكاري توصلت صحيفة “المراكشي” بنسخة منه، أن التكوين يشكل الحلقة المفقودة في مسار إصلاح المنظومة الصحية، مبرزا أن الإصلاح الحقيقي لا يُقاس بعدد المقاعد بل بنوعية الكفاءات التي يتم إعدادها داخل مؤسسات التكوين الصحي.
وأوضح البيان أن المعهد الذي يُفترض أن يكون نموذجا في إعداد جيل جديد من مهنيي الصحة، “يعاني من بنية تحتية متدهورة لا تستجيب للمعايير البيداغوجية”، مشيرا إلى نقص حاد في الوسائل التعليمية الحديثة، وظروف عمل صعبة بالنسبة للأساتذة والطلبة داخل الفروع التابعة له بكل من “رياض عيسى” و”رياض الموخا”، إضافة إلى غياب فضاءات أساسية كالمقصف، ما يضطر الطلبة إلى مغادرة المؤسسة لتأمين حاجياتهم الغذائية وسط مخاطر متعددة.
وانتقد المكتب النقابي ما وصفه بـ”تجاهل” وزارة الصحة للمراسلات والملاحظات المتكررة بخصوص النصوص المنظمة للتكوين، معتبرا أن هذه النصوص أصبحت “متجاوزة ولا تواكب الإصلاحات الجارية في قطاعي الصحة والتعليم العالي”.
وأشار البيان إلى أن مشروع القرار الوزاري المتعلق بهيكلة البحث والتكوين تم إعداده دون إشراك فعلي للنقابات، رغم تقديم مقترحات عملية من طرفها، متسائلا عن جدوى الحوار إذا كانت القرارات تتخذ “مسبقا ودون تشاور حقيقي”.
كما دعا المكتب إلى تدارك الأخطاء السابقة التي رافقت إحداث سلك الماستر في التمريض دون تحديد دقيق للمهام والمناصب المرتبطة به، ما تسبب في إشكالات على مستوى الإدماج المهني والتدبير الإداري للخريجين.
وفي ختام بيانه، أعرب المكتب الجهوي عن أسفه لغياب أي تجاوب فعلي من الوزارة رغم التنبيهات المتكررة، مؤكدا أنه تعامل دائما بمسؤولية لتفادي أي توتر داخل المؤسسة وضمان السير العادي للدراسة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن استمرار هذا الوضع “لم يعد مقبولا”، داعيا إلى تدخل عاجل لإصلاح الخلل وضمان تكوين صحي يرقى إلى طموحات الإصلاح الوطني.



