وطني

وزارة الصحة والنقابة الوطنية للصحة العمومية يتفقان على إصلاح شامل للمعاهد العليا للمهن التمريضية

اللقاء ناقش اختلالات الحكامة، تحسين البرامج، وضعية الأساتذة والطلبة، ودعم البحث العلمي في إطار الورش الملكي لإصلاح القطاع الصحي

في خطوة تعكس دينامية إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، انعقد يوم الأربعاء 14 ماي 2025 اجتماع هام بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووفد من النقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش)، خُصص لبحث سبل النهوض بالوضعية المهنية والأكاديمية داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، في سياق الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية وإصلاح المنظومة الصحية.

و وفق بلاغ للنقاية توصلت صحيفة “المراكشي” بنسخة منه، فقد ترأس الاجتماع مدير الموارد البشرية بالوزارة، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على الانخراط الجاد للوزارة في تنزيل إصلاحات جوهرية تمس جودة التكوين، حكامة المؤسسات، وتحسين أوضاع الأطر التربوية والإدارية والطلبة على حد سواء.

– نقاش شامل لمحاور أساسية

توزع النقاش بين الجانبين على ثمانية محاور رئيسية، أبرزها تعزيز الحكامة وتحديث الإطار القانوني للمعاهد، مراجعة البرامج التكوينية، تحسين وضعية الأساتذة والإداريين، دعم البحث العلمي، وتسوية أوضاع الطلبة.

غياب التعيينات الرسمية لمديري المعاهد وضعف اشتغال مجالس المؤسسات، كان من أبرز النقط التي ناقشتها النقابة، حيث تم التأكيد على أن هذا الفراغ الإداري يعطل اتخاذ قرارات استراتيجية، ويؤثر سلبًا على سير التكوين وجودته.

وفي ما يخص المحتوى البيداغوجي، تم الاتفاق على ضرورة مراجعة البرامج الحالية وتحيينها بما يواكب التحولات العميقة التي يعرفها النظام الصحي، إلى جانب توحيد دليل التداريب الميدانية بما يعزز التنسيق بين مختلف التخصصات.

– وضعية الأطر التعليمية والإدارية تحت المجهر

النقابة دعت إلى إقرار تعويضات عادلة عن الساعات الإضافية والمهام البيداغوجية، وتحسين ظروف العمل من خلال توفير قاعات تحضير وتجهيزات لوجستيكية. كما طرحت ضرورة مراجعة تعويضات الأخطار المهنية، معتبرة أن القيمة الحالية لا تعكس حجم المخاطر والتحديات التي تواجه هذه الفئة.

وتم التطرق كذلك إلى إشكالية الجمع بين المهام داخل المعاهد، ما ينعكس سلبًا على جودة الأداء، إضافة إلى ملفات الترقية، الأقدمية، والتدريب الإجباري للأساتذة الباحثين، حيث طالبت النقابة بتسوية هذه الملفات بما يحقق مبدأ العدالة الإدارية والمهنية.

– دعم الرقمنة والبحث العلمي

الاتفاق شمل أيضًا إحداث منصة رقمية موحدة لتدبير النقط والغياب والمداولات، بما يسهم في تسهيل العمل الإداري والبيداغوجي، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي من خلال ملاءمة الهيكلة القانونية مع خصوصيات المعاهد، وتوفير الإمكانيات اللازمة لإطلاق مشاريع علمية متقدمة.

– تحسين ظروف الطلبة والتداريب

وعلى مستوى الطلبة، تمت مناقشة قضايا المنح، التغطية الصحية، ظروف التداريب، والحماية من الأخطار المهنية، حيث تم التأكيد على أهمية توفير بيئة صحية وآمنة للطلبة، تُمكّنهم من متابعة تكوينهم العملي في أفضل الظروف.

كما تمت الإشارة إلى إشكالات تأخر الإعلان عن مباريات الولوج، ما يربك السير الأكاديمي للمؤسسات، إضافة إلى نقص التمثيلية في اللجان الخاصة بالتداريب.

– اتفاق مشترك على رؤية إصلاحية

في ختام اللقاء، اتفقت وزارة الصحة والنقابة الوطنية للصحة العمومية على ضرورة تسريع وتيرة الإصلاح، وتفعيل دور مجالس المؤسسات واللجان العلمية، مع إحداث آليات تتبع وتنفيذ التوصيات المتفق عليها، بما يعزز من جودة التكوين والبحث العلمي، ويحسن أوضاع جميع العاملين والطلبة داخل هذه المعاهد الاستراتيجية.

ويمثل هذا اللقاء، وفق المتتبعين، خطوة متقدمة نحو مأسسة الحوار الاجتماعي القطاعي، وتعزيز الشراكة الفعالة بين الإدارة والشركاء الاجتماعيين، بما ينعكس إيجابًا على الأداء العام للقطاع الصحي بالمغرب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى