
تشهد مدينة إمنتانوت بإقليم شيشاوة خلال الأسابيع الأخيرة ترديا ملحوظًا في خدمات النظافة، وسط تنامي شكاوى الساكنة من تراكم الأزبال في الشوارع والأزقة، في وقت يقترب فيه عقد التدبير المفوض الممنوح لشركة “أرما” من نهايته.
وبحسب المعطيات التي توصلت بها صحيفة “المراكشي”، فإن الوضع البيئي في بعض الأحياء أضحى مقلقا، نتيجة التراجع الكبير في وتيرة جمع النفايات المنزلية، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة. ويعزو متتبعون للشأن المحلي هذا التدهور إلى إقدام الشركة على خفض العمال بنسبة تصل إلى 50%، حيث لم يتبقى من العمال الذين استهلت بها الشركة مهامها سوى 17 عاما من أصل 34.
وما يزيد من تأزم الوضع، وفق نفس المعطيات، هو تقليص عدد الشاحنات المخصصة لجمع النفايات إلى ثلاث شاحنات في خرق واضح لبنود دفتر التحملات، ودون مراعاة الحاجيات الفعلية للمدينة، مما ساهم في تفاقم الأزمة، في الوقت يشتكي فيه عدد من عمال النظافة من ظروف عمل “مأساوية”، أبرزها تأخر صرف الأجور، ونقص معدات العمل وتقادم الحاويات الأمر الذي دفع بعضهم إلى شراء “المكنسات” على نفقتهم الخاصة، في صورة تعكس غياب أدنى شروط الكرامة المهنية.
وفي هذا السياق، عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من تدني مستوى النظافة، مؤكدين أن الوضع أصبح “لا يُطاق” ويهدد الصحة العامة، مطالبين الجهات الوصية وعلى رأسها الجماعة الترابية لإمنتانوت والسلطات الوصية، بالتدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها ومحاسبة الشركة على خروقاتها وعدم التزامها بتنفيذ بنود دفتر التحملات لحين انتهاء المدة المحددة للصفقة.
ويُذكر أن عقد التدبير المفوض الممنوح لشركة “أرما” يُنتظر أن ينتهي في مطلع شهر ماي المقبل، مما يطرح تساؤلات عديدة حول البدائل المطروحة لتحسين خدمات النظافة بإمنتانوت وضمان بيئة سليمة لسكان المدينة.
ويتوقع متتبعون ومهتمون للشأن المحلي عودة نفس الشركة لنيل صفقة تدبير قطاع النظافة بإيمنتانوت رغم النواقص والخروقات التي شابت الفترة السابقة .