
المغرب يطمح لترسيخ مكانته كقطب صناعي صاعد في مجال السيارات الكهربائية
يواصل المغرب تعزيز موقعه كقوة صناعية ناشئة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، من خلال خطط طموحة تهدف إلى إنتاج 100 ألف وحدة سنويا ابتداء من العام المقبل، في سياق يشهد نموا متسارعا في الطلب على وسائل النقل النظيفة داخل المملكة.
وقد عرفت مبيعات السيارات الكهربائية في المغرب خلال عام 2024 ارتفاعا بنسبة 52 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وهو ما يعكس تزايد الوعي البيئي لدى المستهلكين، والإقبال المتزايد على السيارات الصديقة للبيئة.
وفي موازاة هذا التطور، تعمل السلطات المغربية على توسيع البنية التحتية الخاصة بشحن السيارات الكهربائية، إذ تخطط لرفع عدد محطات الشحن من 1000 محطة حاليا إلى 3500 محطة في أفق 2026، ما سيساهم في تسهيل اعتماد هذا النمط من التنقل في مختلف جهات المملكة.
وفي هذا الإطار، أفادت مجلة جون أفريك بأن مجموعة “ستيلانتيس” شرعت في يوليوز 2025 في تنفيذ مشروع توسعة كبرى لمصنعها بمدينة القنيطرة، باستثمار يصل إلى 1.4 مليار دولار. وتهدف هذه التوسعة إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية لمحركات السيارات ثلاث مرات، إلى جانب تعزيز خطوط إنتاج السيارات الكهربائية، بما ينسجم مع التوجه العالمي نحو النقل المستدام.
وتندرج هذه الدينامية ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل المغرب منصة إقليمية رئيسية في صناعة السيارات، مستفيدا من موقعه الجغرافي، واتفاقياته التجارية، وكفاءاته البشرية، فضلا عن استقراره المؤسساتي.
ويُتوقع أن يسهم هذا التحول الصناعي في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتطوير منظومة وطنية للبحث والابتكار في مجالات الطاقات النظيفة، إلى جانب تعزيز نقل التكنولوجيا إلى الكفاءات المغربية.
وتراهن المملكة على أن تصبح منصة تصديرية للسيارات الكهربائية نحو الأسواق الإفريقية والأوروبية، وهو ما يعزز موقعها ضمن سلسلة القيمة العالمية ويكرس دورها كفاعل رئيسي في الاقتصاد الأخضر على الصعيدين القاري والدولي.
وكالات



