الدار البيضاء.. السجن 5 سنوات لطالب جامعي بتهمة “التحريض على احتجاجات جيل زد”
قضت المحكمة الزجرية بعين السبع في مدينة الدار البيضاء، مساء الأربعاء، بخمس سنوات حبسا نافذا في حق شاب يبلغ من العمر 23 سنة، على خلفية اتهامه بـ”التحريض على المشاركة في احتجاجات جيل Z”، التي تشهدها مدن مغربية منذ ثلاثة أسابيع.
وبحسب معطيات قضائية، جرى توقيف الشاب، وهو طالب جامعي في السنة الثالثة يتابع دراسته في تخصص أنظمة المعلوميات والذكاء الاصطناعي، من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة كلميم، وذلك قبل يوم واحد من انطلاق أولى المظاهرات، للاشتباه في تورطه في “التحريض على التظاهر عبر الأنظمة المعلوماتية”.
وقد وُضع المعني بالأمر تحت تدابير الحراسة النظرية بتاريخ 27 شتنبر 2025، ثم تمت إحالته على المحكمة الزجرية بالعاصمة الاقتصادية، حيث توبع بتهمة “التحريض على ارتكاب جنايات أو جنح بواسطة الوسائل الإلكترونية”، استنادا إلى المادة 299-1 من القانون الجنائي.
وفي تصريح لأحد أعضاء هيئة الدفاع، أكد أن المضمون الإلكتروني المنسوب إلى موكله “لا يتضمن أي عنف أو تحريض أو خطاب كراهية”، معتبرا أن نشاطه يدخل في إطار حرية الرأي والتعبير المكفولة دستوريا ووفق المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ورغم الدفوع الشكلية والموضوعية التي تم تقديمها خلال المحاكمة، قضت المحكمة ابتدائيا بإدانة المتهم، معتبرة أن نشاطه الإلكتروني شكل “تحريضا ذا مفعول لاحق”.
وأشار أحد أفراد الدفاع إلى أن مرحلة الاستئناف ستشكل فرصة لإعادة مناقشة الملف بشكل مفصل أمام محكمة الدرجة الثانية، مؤكدا أن هيئة الدفاع حريصة على ضمان شروط المحاكمة العادلة، ومشددا على ضرورة تغليب المقاربة الحقوقية في التعامل مع تعبيرات الشباب في الفضاء الرقمي، باعتبارها امتدادا لمبادئ حرية التعبير في العصر الحديث.
