
اكتشاف علمي بالمغرب يُحدث نقلة نوعية في فهم تطور الديناصورات
تمكّن فريق بحثي يضم علماء مغاربة ودوليين من تحقيق اكتشاف علمي بارز، يُعد خطوة مهمة في دراسة تطور الديناصورات. وقد تم العثور على ثلاث أسنان متحجرة تعود لديناصورات عملاقة من فصيلة “تورياسوريا”، وذلك في منطقة المرس الواقعة ضمن جبال الأطلس المتوسط بإقليم بولمان، المغرب.
ويتعلق هذا الاكتشاف الاستثنائي بالعصر الجوراسي الأوسط (الباثوني)، ويُعتبر أول دليل مادي على وجود هذه الفصيلة من الديناصورات في القارة الإفريقية، ما يفتح آفاقا جديدة لدراسة توزيعها الجغرافي وتطورها البيولوجي.
ووفقا للدراسة العلمية التي نُشرت تحت عنوان:
“Teeth from the Middle Jurassic of Morocco reveal the oldest turiasaurian sauropods from Africa”،
فقد تم العثور على هذه الأسنان ضمن تكوين جيولوجي معروف بثرائه الأحفوري يُعرف باسم “مجموعة المرس الثالث”. وقد ظهرت الأسنان على السطح بعد تعرضها لعوامل التعرية، لكنها وُجدت في حالة جيدة سمحت بإجراء تحاليل دقيقة عليها.
وأظهرت التحاليل أن هذه الأسنان تعود إلى ديناصورات توريساورية عملاقة، تُعد الأقدم من نوعها في إفريقيا. ويُشكل هذا الاكتشاف تطورا علميا كبيرا لفهم التنوع البيولوجي والتوزيع الجغرافي لهذه الفئة من الديناصورات خلال الحقبة الجوراسية، كما يعزز مكانة المغرب كأحد أغنى المواقع عالميا في مجال الاكتشافات الأحفورية.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الديناصورات تُعد من أقدم الأنواع المكتشفة في القارة، بل إنها أقدم من تلك المعروفة في العصر الجوراسي المتأخر بمناطق مثل تنداجورو في تنزانيا، ولورينها في البرتغال، وموريسون في الولايات المتحدة، وفيلار ديل أرزوبيسبو في إسبانيا.
وقد سلطت الدراسة الضوء على أهمية هذا الاكتشاف في توسيع نطاق انتشار فصيلة “تورياسوريا” في إفريقيا خلال العصر الجوراسي الأوسط، بعد أن كان يُعتقد أن تواجدها يقتصر على مناطق من أوروبا مثل إسبانيا والبرتغال، وآسيا، خاصة في الهند.
وأكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يغيّر من مفاهيم علمية سابقة، إذ يدل على إمكانية تنقل هذه الديناصورات بين القارات في مراحل مبكرة من تاريخ الأرض، ويبرز قدرتها على التكيف مع بيئات متنوعة. كما يُعزز هذا الكشف من فهمنا لوجود الديناصورات في إفريقيا خلال الحقبة الجوراسية.
ويُعد هذا الاكتشاف إضافة نوعية للمعرفة العلمية حول ديناصورات العصر الجوراسي، ويؤكد على أهمية شمال إفريقيا كمجال حيوي لفهم تطور الديناصورات. كما يُبرز الإمكانات الكبيرة التي يزخر بها المغرب في ميدان الحفريات، داعيا إلى مواصلة وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.
وقد شارك في إعداد هذه الدراسة فريق علمي دولي يتكون من:
الدكتور كاري وودروف من متحف فيليب وباتريشيا فروست للعلوم.
الأستاذ الدكتور إدريس ورحاش، أستاذ باحث في الحفريات الفقارية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله.
الدكتور بول إم. باريت من متحف التاريخ الطبيعي في لندن.
الدكتورة خديجة بومير، باحثة في الجيولوجيا والحفريات بجامعة سيدي محمد بن عبد الله.


عن موقع: snrtnews.com



