
في خطوة أثارت استغراب واستياء سكان تجزئة الآفاق التابعة للجماعة الترابية سعادة بعمالة مراكش، فوجئ عدد من المواطنين بتحويل خدمات الربط بالماء الشروب من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) بعين مزوار، إلى مقر المكتب بجماعة لوداية الواقعة على بعد نحو 22 كيلومترا إلى الغرب من مراكش.
وبحسب ما توصلت به صحيفة “المراكشي” من شهادات مواطنين، فإن هذا القرار غير المبرر أجبرهم على التنقل لمسافات طويلة إلى جماعة لوداية من أجل قضاء مصالحهم المتعلقة بخدمة الماء، رغم أن العديد منهم سبق أن أتموا إجراءات الاشتراك وأداء الرسوم بمقر المكتب الكائن بحي عين مزوار التابع لمقاطعة المنارة.
والمثير للاستغراب، حسب المتضررين، أن هذا التحويل شمل فقط خدمات الماء الصالح للشرب، فيما تم الإبقاء على خدمات الكهرباء بمقر عين مزوار، وهو ما زاد من ارتباك المرتفقين وتكبدهم أعباء إضافية في زمن يُفترض فيه أن الإدارة تسعى إلى التخفيف عن المواطن وتقريب الخدمات منه.
ويروي أحد المواطنين للصحيفة معاناته مع هذه الإجراءات، حيث اضطر إلى قطع مسافة طويلة اليوم الإثنين 30 يونيو الجاري إلى جماعة لوداية (في ظل حرارة قياسية) فقط من أجل إلغاء عقدة باسمه، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات تعاكس تماما التوجيهات الرسمية بخصوص تقريب الإدارة من المواطنين.
وقد عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد، متسائلين: “هل هذا هو تقريب الإدارة من المواطن؟”، متهمين الجهات المعنية بغياب التنسيق وافتقار القرار لأي مسوغ منطقي، خصوصا في منطقة تشهد توسعا عمرانيا متسارعا وتزايدا في الكثافة السكانية.
وطالب المتضررون الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بتوضيح أسباب هذا القرار والتراجع عنه، أو على الأقل توفير مكتب محلي أو نقطة خدمات قريبة تخفف من معاناة المرتفقين وتتماشى مع السياسات العمومية الرامية إلى العدالة المجالية في تقديم الخدمات الأساسية.