
الملعب الكبير لمراكش في حلة جديدة لاحتضان منافسات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم
على بعد أيام من انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم (المغرب 2025)، اكتسى الملعب الكبير لمراكش حلة جديدة تكشف عن تحول عميق، ثمرة أشغال هامة لإعادة التأهيل والتهيئة.
وخضع الملعب، الذي دشن في يناير 2011، لعملية تحديث شاملة منحته حلة جديدة، ليستجيب اليوم لأدق المعايير المعتمدة في مجالات السلامة والراحة والتكنولوجيا.
وأعيد تأهيل الملعب برمته، حيث أصبح يتمتع بأرضية ممتازة، ومقاعد مريحة وشاشات عملاقة حديثة ونظام إضاءة من الجيل الجديد.
وتوخت عملية تحديث هذه البنية الكروية، التي بلغت كلفتها الإجمالية 400 مليون درهم، تقديم تجربة رياضية متميزة لعشاق الكرة المستديرة.
وأكد المدير الجهوي للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، مراد كراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأشغال همت بالأساس تحسين مداخل الملعب وحركة تنقل الجماهير، مشيرا إلى أنه “بفضل أشغال التهيئة، أصبح بإمكان حوالي 41 ألف متفرج الوصول إلى مقاعدهم في أقل من 50 دقيقة، وهو أداء أفضل بكثير مقارنة بالوضع السابق”.
وأوضح أن الملعب أصبح يضم الآن 19 بوابة خارجية للولوج، مصممة لتجنب الاكتظاظ عند المداخل، مبرزا أنه تم تعزيز الولوجيات التقنية، وتحديث أنظمة المراقبة الإلكترونية، فضلا عن إضافة منشآت خاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا الشخصيات والضيوف الكبار.
وذكر أن هذه المنشأة الرياضية، التي تعد معلمة معمارية مغربية متميزة، تتوفر أيضا على أربعة مراكز حديثة للتداريب تستجيب لمتطلبات الفرق الوطنية والدولية، مضيفا أنه جرى تعويض نظام الإضاءة بالكامل بتقنية (LED)، ما يتيح اقتصادا في الطاقة بنسبة 60 في المائة، مع ضمان مستوى إضاءة مطابق للمعايير الدولية.
وتم تجهيز المنصة الشرفية بمقاعد جديدة من فئة كبار الشخصيات، في حين أصبحت منصة الصحافة تتسع لـ274 مقعدا، ومجهزة بكافة الوسائل الضرورية لتمكين الصحافيين من أداء مهامهم في أفضل الظروف، وكذا تهيئة فضاء للاعبين يستوعب 26 لاعبا، ويضم قاعة للتدليك وأخرى للعلاج بالتبريد، إلى جانب تجهيزات متخصصة أخرى.
من جهة أخرى، تغطي خدمة “الواي فاي” المتوفرة مجانا الملعب بأكمله لضمان اتصال مثالي خلال التداريب والمباريات.
كما رافق عملية تجديد الملعب تأهيل الإطار الحضري المجاور، والذي شمل، على الخصوص، إصلاح الطرق والأرصفة، وتحسين الشبكة الطرقية، وإحداث مداخل جديدة للراجلين ووسائل النقل، وتطوير شبكة من مسارات الدراجات.
ومن شأن أشغال التهيئة المنجزة أن تسهل ولوج ومغادرة الجماهير في ظروف سلسة وآمنة، قبل وأثناء وبعد كأس أمم إفريقيا 2025.
كما خضعت أرضية الملعب لعملية تجديد شاملة، همت استبدال طبقة كاملة لتحسين التصريف والامتصاص والتهوية، ما يسهم في الرفع من الوتيرة الطبيعية للعب، وأعيد غرس العشب بخليط من أصناف بريطانية عالية الجودة، مماثلة لتلك المعتمدة في أكبر الملاعب الدولية، مع تحديث نظام السقي باستخدام تقنيات مبتكرة.
وتم استبدال الشاشات الإلكترونية الداخلية بنماذج من الجيل الأخير، تتيح جودة عالية في عرض الإعلانات والتنشيط والنتائج.
وعلى المستوى الأمني، جرى تثبيت أزيد من 200 كاميرا للمراقبة، بهدف ضمان سلامة الزوار.
وشدد السيد كراوي على أن “الملعب الكبير لمراكش أصبح جاهزا بنسبة 100 في المائة”، موضحا أن مجموع مرافقه بلغت مستوى يتوافق مع متطلبات الأحداث القارية والدولية الكبرى.
ويستعد الملعب الكبير لمراكش ليكون على موعد مع كبريات المباريات، واحتضان، في مستقبل قريب جدا، نخبة كرة القدم الإفريقية والعالمية، إلى جانب آلاف المشجعين القادمين من مختلف بقاع العالم.
المراكشي/ و م ع



