
سان جيرمان بقيادة الدولي المغربي حكيمي ينازل انتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا
تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم، السبت 31 ماي 2025، إلى ملعب “أليانز أرينا”، في مدينة ميونخ، حيث الموعد الكبير مع نهائي دوري أبطال أوروبا الذي يجمع بين باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي، في قمة أوروبية نارية تعد بالكثير من الإثارة والتشويق.
ويخوض باريس سان جيرمان نهائي دوري أبطال أوروبا بطموح انتزاع اللقب الأول في تاريخه، بعدما سبق له أن بلغ المباراة النهائية عام 2020 قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ.
وكان الفريق الباريسي، بقيادة المدرب لويس إنريكي، قدم موسما لافتا توج خلاله بالثلاثية المحلية، وبلغ النهائي الأوروبي بعد تجاوز عقبات كبيرة تمثلت في ليفربول، أستون فيلا، وأرسنال.
في المقابل، يتطلع إنتر ميلان إلى تعزيز خزائنه بلقبه الرابع في البطولة، بعد أن كان قريبا من المجد في نسخة 2023، لكنه سقط في النهائي أمام مانشستر سيتي.
رجال المدرب سيموني إنزاغي شقوا طريقهم إلى النهائي بصعوبة، وتمكنوا من إقصاء منافسين كبار، أبرزهم بايرن ميونيخ وبرشلونة.
وسعى سان جرمان جاهدا منذ أن انتقلت ملكيته للقطريين عام 2011 إلى الفوز باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، وتعاقد لهذا السبب مع نجوم من العيار الثقيل مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي، من دون أن ينجح في تحقيق مبتغاه.
وبعدما فوت بالفرصة التاريخية عام 2020 بخسارته النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني، يأمل سان جرمان أن يكون ملعب الأخير فأل خير عليه السبت، من أجل الانضمام إلى مرسيليا، الذي يبقى الفريق الفرنسي الوحيد الفائز بدوري الأبطال عام 1993 على حساب ميلان الإيطالي في ميونيخ بالذات، لكن على الملعب الأولمبي.
وقال ماركينيوس، مدافع سان جيرمان : “بعد خسارتنا للمباراة النهائية (عام 2020)، لا أريد تفويت هذه الفرصة. جميع اللاعبين مستعدون لتقديم أفضل مباراة في حياتهم والاستمتاع بوقتهم، لأن الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا صعب. نريد أن ننهي هذا الموسم بشكل جيد ونعيد الكأس إلى باريس من أجل جماهيرنا وعائلاتنا”.
وأردف : “نرى أنه في الأوقات الصعبة، تمكنا من قلب الأمور”، كاشفا أن مدربه الإسباني لويس إنريكي “تحدث معنا كثيرا، وأعدنا في كافة النواحي ونحن مستعدون لأي شيء قد يحدث في المباراة”.
واعتُبِر سان جرمان لفترة طويلة مجرد مجموعة من النجوم الكبار بهالة إعلامية هائلة، لكن الآن وتحت قيادة إنريكي أصبح الفريق يتمتع بهوية واضحة وأداء جماعي قادر على الذهاب به بعيدا، وقد أكد ذلك في دوري الأبطال حين تجاوز الثلاثي الإنجليزي ليفربول وأستون فيلا وأرسنال في طريقه إلى النهائي الثاني في تاريخه، على أمل إحراز الثلاثية بعدما توج هذا الموسم بلقبي الدوري والكأس المحليين.
وفي الموسم الماضي، أحرز نادي العاصمة ثنائية الدوري والكأس المحليين أيضا ووصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال في أول موسم له بقيادة إنريكي، معتمدا، بشكل رئيس، على كيليان مبابي الذي سجل 44 هدفا رغم أنه استبعد عن الفريق لفترة خلال النصف الثاني بعدما بات جليا أنه يرغب بالانتقال إلى ريال وعدم توقيع عقد جديد.
ورغم رحيل لاعب من طراز مبابي، نجح إنريكي في التأكيد أن اللعب الجماعي هو مفتاح النجاح، مانحا الفريق الباريسي الأمل بمستقبل أكثر إشراقا.
وركز ماركينيوس على ذلك، بالقول مبتسما: “أنا أحب هذا الفريق حقا. نبذل جميعا جهدا من أجل بعضنا البعض، ونفهم بعضنا البعض على أرض الملعب. لا ينبغي أن نضع الكثير من الضغط على اللاعبين. علينا أن نكون متوازنين، لا أن نضيف دائما المزيد من التحفيز”.
وبالنسبة لإنريكي الذي أحرز اللقب القاري كمدرب مع برشلونة عام 2025، ففريقه تجاوز هذا الموسم اختبارات شاقة و”الرحلة كانت صعبة جدا منذ البداية وهذا يمنحنا أفضلية. لعبنا على هذا الملعب ضد بايرن (0-1 في المجموعة الموحدة). وطوال مشوارنا في دوري أبطال أوروبا، كنا نخوض مباريات بمثابة نهائي. لم نُظهر أي خوف طوال الموسم، فنحن مستعدون”.
وعن كيفية تعامله مع هذه المباراة من الناحية النفسية، أجاب إنريكي: “نحن فريق يخوض العديد من المباريات النهائية. التحفيز عامل مهم. نحن معتادون على ذلك. التحدي الأكبر عند تراجع الفريق (الخصم إلى منطقته) هو قلة المساحات وكثافة اللاعبين. لكن هذه هي المرحلة التي نتقنها أكثر من غيرنا، لأننا معتادون على تجاوز هذه التحديات. لكن إنتر لديه العديد من اللاعبين من الطراز الرفيع، دفاعيا وهجوميا، ولهذا السبب هم هنا”.
ويعول إنريكي بشكل أساسي على الجناح عثمان ديمبيليه الذي ارتقى إلى مستوى المسؤولية هذا الموسم بعد رحيل مبابي، وهو يأمل “أن أخوض مباراة كبيرة” لأنه “لطالما حلمت بخوض هذه المباريات منذ صغري”.
وأضاف عثمان ديمبيليه، الذي سجل 33 هدفا في 48 مباراة خاضها هذا الموسم في كافة المسابقات، بينها 8 في دوري الأبطال، مع 13 تمريرة حاسمة: “أستعد للنهائي بهدوء وجدية وتركيز. سأركز على المباراة والفريق، وليس على نفسي فقط”. وعما إذا كان سان جرمان يلعب بشكل أفضل بعد رحيل مبابي، أجاب ديمبيليه: “كان هناك احتمال أن نكون أقوى مع كيليان هذا الموسم، لا نعرف. كان يحلم باللعب مع ريال مدريد، ثم واصل باريس سان جرمان مسيرته (من دونه). هناك ما قبل وما بعد كيليان مبابي في باريس سان جرمان. نتمنى له التوفيق، وقد ركزنا على أنفسنا”.
وكالات