
تشهد ساحة جامع الفنا بمراكش، أحد أبرز المعالم السياحية والتاريخية بالمملكة، أشغال تهيئة شاملة منذ أسابيع، في إطار استعدادات المدينة لاحتضان عدد من التظاهرات الرياضية الكبرى، وعلى رأسها نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
وتجري الأشغال بوتيرة وصفها المسؤولون بـ”الجيدة”، حيث كشف جمال أبو الهدى، المفتش الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بجهة مراكش آسفي، لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن نسبة الإنجاز بلغت 20 في المائة، مع تحديد نهاية شهر نونبر المقبل كموعد مرتقب لإتمام المشروع، الذي رُصد له غلاف مالي قدره 12 مليار سنتيم.
وينفذ المشروع بتعاون بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والوكالة الحضرية، والمجلس الجماعي لمراكش، ويهدف إلى الحفاظ على القيمة التاريخية والرمزية للساحة، إلى جانب تطوير بنيتها التحتية وإغنائها بعروض ثقافية حديثة موجهة للزوار.
وتشمل الأشغال الجارية تجديد شبكات الصرف الصحي، والكهرباء، والأنترنت، على أن يتم في المرحلة المقبلة تبليط الساحة بالزليج وأحجار تقليدية تراعي الخصوصية المعمارية للمنطقة، إضافة إلى تحسين الإنارة العمومية وفق تصميم ينسجم مع الطابع التاريخي للمكان.
كما يتضمن التصميم الجديد احترام الطابع العمراني للمباني المحيطة، والالتزام بالعلو الأقصى المسموح به بمجال المدينة العتيقة، مع الإبقاء على عربات “الكوتشي” التقليدية، التي تعود إلى سنة 1912، كجزء من التراث الحي للمدينة.
هذا الإغلاق المؤقت للساحة أثار تساؤلات بعض الزوار، إلا أن السلطات تؤكد أن الأشغال الجارية ستُسهم في تعزيز جاذبية الساحة مستقبلا، وجعلها تواكب رهانات المدينة كوجهة ثقافية ورياضية وسياحية من الطراز الأول.