
تعيش مجموعة من الأسر في قلب حي المحاميد القديم بمراكش، وضعا بيئيا وصحيا مقلقا نتيجة استمرار معاناة يومية مع حمام شعبي تحول إلى مصدر اختناق دائم للسكان المجاورين له، فالدخان الكثيف الذي يتصاعد منه نهارا وليلا، مصحوبا بروائح كريهة ونفاذة، بات يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين، وسط صمت الجهات المسؤولة.
وحسب إفادات عدد من المتضررين لصحيفة “المراكشي”، فإن هذا الحمام، الذي كان من المفترض أن يكون مرفقا للراحة والنظافة، أضحى عبئا ثقيلا على الجوار، بسبب الانبعاثات الملوثة التي تغمر الأزقة المحيطة به، وتزداد المخاوف من استعمال مواد خطيرة وغير معلومة في عملية التسخين، الأمر الذي يزيد من حدة التلوث ويوحي بممارسات غير قانونية قد تمس بسلامة الساكنة والبيئة على حد سواء.
كما يشكو السكان من وجود عدد من الكلاب داخل الحمام، والتي تثير الفوضى بصراخها ونباحها المتواصل، خصوصا خلال الليل، ما يحرم العائلات من النوم ويزيد من معاناتهم اليومية.
وفي هذا السياق، أكد عدد من المتضررين أن الوضع أصبح لا يُطاق، خاصة بالنسبة لكبار السن والأطفال ومرضى الحساسية والأمراض التنفسية، الذين تدهورت حالتهم الصحية بفعل التعرض المستمر لهذا التلوث.
وأضاف السكان أنهم وجهوا شكايات رسمية مرفقة بصور موثقة للحمام ومحيطه إلى الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات المحلية والجماعة، دون أن يتلقوا أي رد أو تدخل فعلي يضع حدا لهذه المعاناة المستمرة.
وفي غياب أي تحرك ملموس، يطالب سكان حي المحاميد القديم بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها السلطات المحلية، والمصالح البيئية، من أجل فتح تحقيق شفاف في طبيعة المواد المستعملة في تسخين الحمام، ومعاينة الضرر الذي يلحق بصحة المواطنين، واتخاذ إجراءات قانونية صارمة في حق كل من يساهم في هذا الوضع الكارثي.
وتبقى آمال الساكنة معلقة على وعي المسؤولين بخطورة الأمر، وضرورة التحرك الفوري لإنصافهم ورفع الضرر عنهم، قبل أن تتفاقم الأوضاع الصحية والبيئية، وتتحول هذه الشكاوى إلى كارثة حقيقية لا تحمد عقباها.