مراكش

هل تحول تصميم التهيئة لجليز إلى أداة لتصفية الحسابات..؟

في الوقت الذي تمت فيه المصادقة على تصميم التهيئة العمرانية الجديد الخاص بمقاطعة سيدي يوسف بن علي، يقترب تصميم التهيئة جليز الشرقي من الخروج للعلن بعد إحالته من طرف الوكالة الحضرية على والي جهة مراكش آسفي قصد إحالته بدوره على جماعة مراكش لإشهاره وإبداء الملاحظات بشأنه في غضون شهر.

 

وبحسب المعطيات التي توصلت بها صحيفة “المراكشي”، فإن مشروع الوثيقة التعميرية الجديدة تكتنفه مجموعة من الإختلالات والتي تتجلى من خلال تفاوت المساحة المحددة لعرض الشوارع مثل عبد الكريم الخطابي، وتداخل العمارات والفيلات في مناطق أخرى، دون الأخذ بعين الإعتبار ملاحظات اللجنة التقنية المختلطة خلال اجتماعها ما بين شهري مارس وأبريل 2022.

 

فعلى مستوى شارع عبد الكريم الخطابي الذي يعتبر مدخلا رئيسا لمراكش من جهة الدارالبيضاء، نجد تفاوتا في مساحة عرض الشارع حيث تصل إلى 40 مترا على الضفتين في بعض النقط، و45 في نقط أخرى، في حين وصلت إلى 60 مترا في المقطع الرابط بين نقطة تواجد مقر شركة “رونو” إلى غاية المركب التجاري مرجان، والأدهى أن توسيع عرض الطريق بهذا المقطع شمل واجهة واحدة تحتوي على الفيلات، الأمر الذي سيترتب عنه بالإضافة إلى تشويه الشارع، حرمان أصحاب تلك الفيلات من انشاء عمارات بفعل المغالاة في توسيع الشارع على حساب عقاراتهم.

 

وغير بعيد عن هذه المنطقة يتجسد اختلال آخر في التصميم الجديد، ويتعلق الأمر وفق نفس المعطيات، بالشارع الذي تتواجد به مخبزة أيمن في اتجاه حي آسيف، حيث تم الترخيص ببناء عمارات من ثلاث طوابق (R+3) بالواجهة دون أخذ بعين الإعتبار الفيلات المتواجدة في الخلف، علما أن اللجنة التقنية المختلطة كانت قد نبهت في اجتماعها الذي حضره ممثل الوكالة الحضرية إلى حصر علو العمارات في الواجهة الخلفية المطلة على الفيلات في طابقين (R+2)، حفاظا على خصوصية أصحاب الفيلات وعدم استباحتها، غير أنه يبدو أن تلك الملاحظة لم تؤخذ بعين الإعتبار.

 

أما على مستوى زنقة ابن عائشة التي تمتد من شارع عبد الكريم الخطابي إلى غاية شارع الزرقطوني، فعلى الجهة اليمنى تتواجد عمارات من خمس طوابق (R+5)، في حين تتواجد على ضفته اليسرى فيلات، غير أن هذا النسق لم يتم احترامه بفعل استنبات عمارة في هذه الواجهة، في حين يتم حرمان آخرين من هذا الحق علما أن التنصيص على تحويل تلك الواجهة الى عمارات سيمكن من توسيع الشارع بخمسة أمتار على الأقل.

 

من مظاهر الإختلالات العمرانية أيضا استنبات عمارة (R+5) وسط منطقة مخصصة للفيلات بالقرب من مصحة ابن طفيل، مما سبب نشازا في البنية العمرانية ويفتح الباب على مصراعيه للتساؤل لماذا لم يتم الأخذ بعين الإعتبار الملاحظات التي تمت إثارتها خلال اجتماع اللجنة التقنية المختلطة، وماهو المنطق الذي تشتغل به الوكالة الحضرية وشركاؤها..؟.

 

بعض المصادر لم تخف لصحيفة “المراكشي” وجود نوايا مبيتة وحسابات شخصية مع جهات و أشخاص بينهم ساهمت في الإختلالات والإنحرافات التي اعترت مشروع تصميم التهيئة العمرانية الجديد بجليز، فهل تحوّلت هذه الوثيقة إلى أداة لمعاقبة الخصوم وتصفية الحسابات..؟.

 

مثال من أسيف اقتصرت منطقة العمارات على الواجهة دون التفكير في ما وراءها من فيلات ودون احترام حق الغير

اللون الأحمر: فيلات

اللون الأخضر: عمارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى