وطني

نشطاء يطلقون مبادرة “تحدي الكارني” لمساعدة الفقراء على محو ديون المعيشة

يشارك مواطنون مغاربة في مبادرة تعنى بتسديد ديون الأسر الفقيرة لدى المتاجر في عدة مناطق وأحياء، ضمن مبادرة لمساندة الفقراء في محو ديون معيشية لصالح أصحاب محال تجارية.

المبادرة التي أطلقها بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب خلال شهر رمضان، تأتي للعام الثالث على التوالي، كإسناد لجزء من أصحاب الدخل المحدود.

مبادرة تحدي “الكارني” (دفتر الديون لدى البقال) لاقت تجاوبا وإقبالا جعل القائمين عليها يضربون 3 عصافير بحجر واحد: فتح الباب للمحسنين والمتطوعين، ومساعدة الأسر المحتاجة، والتخفيف من وطأة الديون التي ترهق المتاجر الصغيرة.

“تحدي الكارني”

يقف وراء المبادرة بعض الشباب الذين يضعون نصب أعينهم العمل الخيري والإنساني، ويوظفون في ذلك التكنولوجيا الحديثة.

شيماء سمداني، عضو بفريق مبادر، تعمل جاهدة على نشر وسم “تحدي الكارني” بمواقع التواصل الاجتماعي، لتحقيق أكبر انتشار وقيمة للمبادرة وتغطية أكبر شريحة من المدينين.

تقول سمداني للأناضول إنه تم إطلاق المبادرة في نسختها الثالثة خلال رمضان الحالي، لدفع ديون الأسر الفقيرة أو المعوزة لدى محال البقالة أو المتاجر، وذلك بعد الاستجابة الكبيرة للمبادرة خلال السنة الماضية.

وتشير إلى أن من يقفون وراء المبادرة، تفاجأوا من حجم المشاركة خلال رمضان السابق، لذلك عملوا على إطلاقها هذا العام أيضا.

وتوضح أن المبادرة أصبحت وسما يتميز به المغرب، خاصة أن الأشخاص باتوا يشاركون بشكل تلقائي خلال رمضان.

وتضيف سمداني بمشاعر من الرضى: “نشيد بمشاركة الكثير من المغاربة في هذه المبادرة، مما يشكل تشجيعا لها”.

وبشأن آليات العمل، توضح أن المبادرة انطلقت من الفضاء الرقمي بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشارك بعض المؤثرين والفنانين والشخصيات البارزة.

التخفيف على التجار

ساهمت مبادرة “تحدي الكارني” في التخفيف من ثقل ديون المحلات التجارية التي تتراكم في الدفاتر، ما يقلل من وفرة السيولة النقدية بيد أصحاب تلك المحلات.

ويفتح تجار هذه المحلات سجلات أو دفاتر لتسجيل ديون بعض أسر الحي، إلا أن ارتفاع حجم هذه الديون يعقد عمل التجار.

عبد الكريم الغازي، تاجر مغربي، يصف هذه المبادرة بأنها “بادرة طيبة”.

ويقول للأناضول، إن قيام مواطنين بدفع ديون أسر محدودة الدخل “بادرة طيبة، خاصة أنهم يدفعون قرضا قديما أو قروضا لم يقدر المدين على تسديدها”.

ويتابع: “الله سيجازي هؤلاء المحسنين (..) الكثير من ذوي الدخل المحدود لا يقدرون على تسديد ديونهم، ما يجعل متطوعين يقومون بذلك، وهو ما يبين قيم تضامن المغاربة”.

روح التضامن

ويرى الغازي أن المبادرة تبين القيم التي دأب عليها المغاربة، مثل ما سجلوا تضامنهم بأزمة زلزال الحوز في سبتمبر/ أيلول 2023.

ويتابع: “والآن يعبرون عن تضامنهم أيضا من خلال هذه المبادرة أو مبادرات أخرى، والتي تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال رمضان”.

وفي 8 سبتمبر ضرب زلزال بقوة 7 درجات مدنا مغربية بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، مخلفا 2960 قتيلا و6125 مصابا، إضافة إلى دمار مادي كبير‪.

واتسعت دائرة التضامن في المغرب مع متضرري الزلزال من خلال قوافل مساعدة لسكان المنطقة، وتنظيم جمعيات ومنظمات خيرية وحملات لأشخاص عاديين قوافل لجمع التبرعات والمساعدات لفائدة أهالي المنطقة المتضررة.

المواطنة سميرة رميش، تقول للأناضول إن المغاربة معروفون تاريخيا بروح التضامن، مضيفة أن ذلك يتجلى في عدد من المحطات.

وتعتبر أن تضامن المغاربة تجسد في زلزال الحوز، بالإضافة إلى سلة رمضان الغذائية، وتسديد ديون المحتاجين لدى المتاجر أو الصيدليات.

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة تسديد ديون الأسر الفقيرة في دفاتر محلات البقالة ولدى الباعة، تقليد عثماني قديم يعرف باسم “دفتر الذمم”.

ويقوم المتطوعون من خلال المبادرة بمساعدة الفقراء والمحتاجين مع مراعاة الخصوصية حتى لا يشعر من يتلقون المساعدة بأي إحراج.

ويحرص المتطوعون على اتباع نفس الطريقة التي كانت إبان عهد الدولة العثمانية، إذ كان يذهب الأغنياء إلى محلات البقالة ويشترون دفتر الديون به، وبالتالي يكونوا قد سددوا كل الديون المتراكمة على غير القادرين دون أن يروهم حتى لا يشعروا بأي إحراج.

المصدر: وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى