دشن الناشط الحقوقي عبد العزيز الرداد، مساء اليوم الإثنين 2 دجنبر 2025، اعتصاما إنذاريا لمدة ثلاثة أيام، احتجاجا على ما اعتبره استيلاء على ساحة عمومية بدوار أكيوض بمراكش لإقامة مشروع سكني.
وأوضح الرداد الذي يشغل مهمة المنسق المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيد الزوين، أن هذا الاعتصام يأتي رفضا لما وصفه بحرمان ساكنة الحي من متنفس عمومي ورياضي وبيئي، مؤكدا أن الساحة كانت تشكل فضاء ضروريا للساكنة وأن تحويلها لمشروع خاص يمسّ حقهم في الفضاءات الخضراء والمجال العمومي.
وأضاف أن الشكل الاحتجاجي يندرج في إطار “الدفاع عن الحق في المدينة والعيش في بيئة سليمة”، محملا الجهات المسؤولة مسؤولية ما وصفه بــ“الإقصاء والتهميش” الذي يطال الساكنة.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، وجّهت رسالة إلى والي جهة مراكش آسفي ورئيسة المجلس الجماعي، دعت فيها إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ”الحرمان الكامل” لساكنة حي أكيوض وحي النور من ملاعب القرب والفضاءات الخضراء.
وأفادت الجمعية في معرض رسالتها التي توصلت صحيفة “المراكشي” بنسخة منها، بأنها توصلت بشكايات وتقارير ميدانية تشير إلى شروع السلطات في إزالة ملعب كرة السلة والملعب الصغير لكرة القدم، وهما الفضاءان الوحيدان المخصصان لأطفال الحيين وشبابهما لممارسة الرياضة، إضافة إلى الشروع في تحويل المساحة الخضراء المجاورة – المتنفس الوحيد للأسر- إلى مشروع لبناء عمارات لإعادة إسكان قاطني “كريان الزمراني/الحويطة”.
وأكدت الجمعية أن الساكنة لا تعارض إيجاد حلول سكنية لساكنة دور الصفيح، لكنها ترفض أن يكون ذلك على حساب حقوقها الأساسية، لاسيما حق الأطفال في اللعب والترفيه، وحق السكان في الولوج إلى المساحات الخضراء، وهي حقوق تكفلها المواثيق الدولية والقوانين الوطنية.
وأكد فرع المنارة أن الفضاءات الموجودة هي المتنفس الوحيد للسكان ومكان لممارسة الأنشطة الرياضية غير المتوفرة في أي مكان قريب، مشددة على أن الحق في السكن اللائق والبيئة السليمة والحق في الترفيه حقوق أصيلة من مشمولات حقوق الإنسان.
وطالبت الجمعية باحترام مقتضيات المادة 28 من القانون 12-90 المتعلقة بحماية المساحات الخضراء العمومية داخل مخططات التهيئة، وتفعيل آليات المراقبة لمنع البناء على الملك العمومي المخصص للفضاءات الخضراء.
كما دعت المجلس الجماعي إلى تنفيذ بنود المادة 31 من القانون نفسه لضمان احترام تصميم التهيئة وتمكين السكان من مرافق عمومية للترفيه وممارسة الرياضة.
وختمت الجمعية رسالتها بالدعوة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنصاف ساكنة الحيين ووقف المساس بفضاءاتهم المشتركة.
