عبد الرؤوف.. فنان بصم وجدان المغاربة ورسم البسمة على وجوههم لسنين
برحيل الفنان عبد الرحيم التونسي، الملقب بعبد الرؤوف، ليلة الأحد الاثنين بالدار البيضاء، عن سن يناهز 86 سنة، تكون الساحة الفنية والثقافية المغربية قد فقدت واحد من ألمع نجومها باعتباره كان “رائد فن الفكاهة في المغرب” و”بصم بفنه وجدان المغاربة ورسم البسمة على وجوههم لسنين”.
وخلف نبأ وفاة الفنان عبد الرحيم التونسي، الملقب ب”عبد الرؤوف”، مشاعر حزن وأسى في صفوف المغاربة، وهو ما عبر عنه العديد من الفنانين والكتاب الذي نعوا في الراحل “هرما كوميديا” و”فنانا ذا شعبية كبيرة” و”شخصية طبعت وجدان المغاربة”.
ونعت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية في الراحل “فنانا مقتدرا”، و”أحد أشهر الفنانين في تاريخ الكوميديا المغربية، الذي حظي بشعبية كبيرة خلال عقود من الزمن”.
وكتب الكاتب الصحفي والشاعر، عبد الحميد اجماهري، أن اسم الراحل عبد الرؤوف “ظل مقرونا عندي بالضحكة الغامرة منذ علمنا الضحك في الصغر “، مضيفا أن الراحل “وزع ملايين الصدقات على ملايين البشر بسمة وضحكة وفرحة”.
من جهتها كتبت الفنانة، ومديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطيفة أحرار، “رحم الله الفنان الكوميدي القدير السي عبد الرحيم التونسي. عزائي لعائلته الصغيرة، وجمهوره الكبير”.
ولم يقتصر التعبير عن الحزن على وفاة “عبد الرؤوف” على الفاعلين في القطاع الفني فقط، وإنما تعداه إلى عشاق فنه الذين حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بشهادات تلقائية لهم دبجوها في حق “هرم الكوميديا المغربية” الذي كان “شخصية طبعت قلوب ووجدان المغاربة لسنين، و أضحكت بعفوية أجيالا وأجيال”، و”كانت أعماله الفنية تعكس نبض المجتمع وقضاياه في قالب فكاهي”.
واعتبر غير واحد ممن أحزنهم رحيل الفنان عبد الرؤوف في منشور تم تقاسمه على نطاق واسع، أن الراحل شكل “ظاهرة فنية لسنوات طويلة، وكان “نجم وعراب الكوميديا لعقود طويلة”، مؤكدين أن عبد الرؤوف “شكل المعنى الحقيقي للأداء التلقائي المفعم بالطاقة الإيجابية التي كانت تميز شخصيته التي لم تكن تشبه أحد”.
وولد عبد الرحيم التونسي سنة 1936 في المغرب، وهو يعتبر رائد فن الفكاهة في المغرب. وعشق الراحل المسرح، فبدأ حياته المهنية في التمثيل من خلال فرقة مسرحية أسسها رفقة أصدقائه كانت تقدم مقتطفات من مسرحات موليير في المقاهي.
وابتكر شخصية عبد الرؤوف الهزلية سنة 1960، بعد أن استوحاها من زميل سابق له في الدراسة كان يعتبر تجسيدا لكل ما هو مثير للسخرية، فأعجب بها الجمهور وأضحكت أجيالا متعاقبة. وبدأت العروض تتوالى في صالات المسارح المكتظة بالجمهور وتقام بشبابيك مغلقة، وأصبحت الأشرطة الصوتية تباع بالآلاف.
وفي سنة 2011، حظي عبد الرحيم التونسي بالتكريم من قبل مؤسسة ليالي الفكاهة العربية بمدينة أونفيرس البلجيكية التي اعتبرته “أفضل فكاهي مغربي في القرن العشرين”.
وخلال مسيرته الطويلة، ترك المرحوم ريبرتوارا متنوعا من الأعمال الفنية، يشمل على الخصوص مئات التمثيليات الفكاهية، فضلا عن مشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية وعملين سينمائيين، ويتعلق الأمر بكل من ماجد (2011) وعمي (2016).
المراكشي/ و م ع