
تواصلت فعاليات الدورة الـ21 من مهرجان “ربيع موسيقى الأليزي”، أمس الجمعة، بالاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية، على إيقاع حفلات موسيقية راقية ومتنوعة استقطبت جمهورا غفيرا بعدد من المواقع الرمزية المختلفة في الصويرة.
واستهل اليوم الثاني من المهرجان، الذي تميز على الخصوص، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، السيد أندري أزولاي، وشخصيات مغربية وأجنبية بارزة، برحلة موسيقية، حيث جاب موسيقيو الأوركسترا الفيلارمونية المغربية أزقة المدينة القديمة بمدينة الرياح لإقامة حفل موسيقي في فضاء مفتوح.
وأتاح هذا الأداء الراقي انغماسا آسرا في عالم الموسيقى الكلاسيكية، مثيرا دهشة الجمهور، الذي سحرته دقة الأداء، وبراعة الإخراج، وجمال الإطار المعماري لهذا الفضاء المتفرد، المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وفي الفترة الزوالية، استضاف الفضاء السوسيو-ثقافي “دار الصويري” حفلا موسيقيا بعنوان “أحبني”، تكريما ليوهانس برامز، الشخصية الرمزية للرومانسية الألمانية، حيث قدم موسيقيون عالميون للجمهور أداء مرهفا وباهرا، نال استحسانهم .
إثر ذلك، تحولت المشاعر إلى أجواء حميمية خلال حفل “كورال القلوب”، الذي قدمته ببراعة الفرقة الفيلارمونية المغربية في “بيت الذاكرة”، تحت إشراف أنس عصمت، في أجواء مفعمة بالتأمل.
كما احتضنت المنصة الرئيسية، التي أقيمت في القاعة المغطاة “المسيرة الخضراء”، في المساء، حفلا موسيقيا سيمفونيا للأوركسترا الفيلارمونية المغربية، بقيادة المايسترو نوربرت باكسا وشباب من الأكاديمية الموسيقية (Conducting Academy).
وعلى مدى ساعتين، انتقل عشاق الموسيقى في رحلة موسيقية عبر العصور، وتعززت هذه الرحلة بشكل خاص من خلال الأداء الرائع لعازف الكمان الكوري الجنوبي سان كيم، العازف والضيف المنفرد، الذي حظي أداؤه البارع بتصفيق حار.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر سان كيم عن “اعتزازه العميق بالمشاركة في هذا المهرجان الغني والاستثنائي، الذي يربط بين موسيقى الحجرة والعازفين المنفردين والأوركسترا والحفلات الموسيقية في أجواء متفردة”.
وقال إن “هذا المهرجان رائع بكل بساطة. الأوركسترا الفيلارمونية المغربية رائعة، مدفوعة بشغف حقيقي والتزام موسيقي عميق. كان التعاون معهم متعة حقيقية. الصويرة مدينة رائعة، والجو هنا ساحر، وآمل حقا أن أتمكن من العودة إلى هنا”.
وتجسد الدورة الـ21 من مهرجان “ربيع موسيقى الأليزي”، المنظمة من قبل جمعية الصويرة موكادور، بإنتاج مشترك مع مؤسسة “تينور” للثقافة، في مواقع بارزة بمدينة الصويرة على غرار دار الصويري وبيت الذاكرة وكنيسة سانت آن والمدينة العتيقة وغيرها، الطريقة الفريدة والمعاصرة التي تنظر بها مدينة الرياح إلى العالم بقيمها المتمثلة في السلام والتسامح والتنوع، والتي يترجمها هذا العام موسيقيون من مختلف القارات.
وتحت شعار “هل تحبون برامس؟”، يقترح المهرجان هذا العام برمجة غنية وملائمة تلبي تطلعات الجمهور العريض، سواء من المبتدئين الذين يطرقون أبواب الموسيقى الكلاسيكية لأول مرة، أو من الرواد المعتادين على “ربيع موسيقى الأليزي” الذين لا يفوتون هذا الموعد السنوي المتميز.
المراكشي/ و م ع