
أعلن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أن دورته الثانية والعشرين التي تقام من 28 نونبر الجاري إلى 6 دجنبر المقبل، ستحتفي بأربع شخصيات بارزة تعكس مساراتهم الفنية اللامعة غنى وتنوع الفن السابع.
وأوضح المنظمون في بلاغ أن المهرجان الذي دأب على مدى أزيد من عشرين سنة، على تكريم أسماء كبرى في عالم السينما، يجسدون حيوية الفن السابع وقدرته على الجمع والتأثير والإلهام، سيحتفي هذه السنة بكل من جودي فوستر، وغييرمو ديل تورو، وراوية، وحسين فهمي، وهم “فنانون من آفاق مختلفة، يجسد كل منهم بطريقته الخاصة قوة السينما وبعدها الكوني”.
وأضاف المصدر ذاته أنه من خلال هذه التكريمات، “يؤكد مهرجان مراكش مجددا مكانته كملتقى للثقافات والمواهب، وفضاء تتقاطع فيه سينمات العالم، حيث تستطيع مختلف الأصوات أن تعبر بحرية، لتشكل خيالنا الجماعي.
+ جودي فوستر: الحرية والذكاء في الأداء
وأبرز البلاغ أنه تم الكشف عن موهبة جودي فوستر منذ طفولتها، فعبرت عقودا من الزمن بثبات وصرامة فنية قل نظيرهما، مشيرا إلى أنها حازت جائزتي أوسكار، ورسخت مكانتها كإحدى أكثر الشخصيات تقديرا في هوليوود، بفضل قدرتها على الانتقال، بنفس القوة والتفرد، من أداء أدوار ذات عمق درامي استثنائي، إلى إخراج أعمال تحمل بصمتها الخاصة ورؤيتها الشخصية.
ونقل البلاغ عن فوستر قولها “يا له من شرف عظيم أن أكتشف مدينتكم الرائعة مراكش وهي تحتفي بسحر السينما. أتطلع إلى زيارة معالمها التاريخية وحدائقها وأسواقها، والتجول برفقة أصدقاء جدد وعشاق الفن السابع”، مؤكدة بالقول “أشعر بفخرٍ واعتزاز كبيرين لاختياري لهذا التكريم، كما أتشوق لتقديم فيلمي الفرنسي الجديد حياة خاصة من إخراج ريبيكا زلوتوفسكي. ستظل هذه الرحلة محفورة في ذاكرتنا إلى الأبد”.
+ غييرمو ديل تورو: راوي الضوء والظل
من جهته، يضيف البلاغ، يستكشف غييرمو ديل تورو، سيد أفلام الفانتازيا، في كل عمل جديد، الجمال الكامن خلف الوحش، حيث يمتزج في عوالمه الخاصة الرعب بالرقة، ويتقاطع القبح مع الحنان.
وأشار إلى أن ديل تورو، الحائز على ثلاث جوائز أوسكار، اثنتان عن فيلم «شكل الماء»، وواحدة عن فيلم «بينوكيو غييرمو ديل تورو»، أبدع مجموعة من الأعمال السينمائية المفعمة بكثافة بصرية وعاطفية نادرة، حيث يكشف كل مخلوق فيها عن وميض من الإنسانية.
ونقل البلاغ عن ديل تورو قوله إنه “تغمرني السعادة وأنا أتلقى مجددا دعوة لحضور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. منذ زيارتي الأولى، استقبلني المهرجان ومدينة مراكش بحفاوة بالغة”، مضيفا أنه “يشرفني على نحو خاص أن أحظى بالتكريم هنا، وأن أقدم للجمهور ما أعتبره، بالنسبة لي، أكثر أعمالي خصوصية: فرانكشتاين. أتطلع للقاء بكم هناك”.
+ راوية: صوت وحضور وذاكرة السينما المغربية
من جهتها، تعد راوية، واسمها الحقيقي فاطمة هراندي، أحد رموز السينما الوطنية، إذ تركت بصمة ستظل راسخة في ذاكرة أجيال من المشاهدين، بفضل قوة آسرة في الأداء وصدقٍ عميق في التمثيل. واستطاعت، من خشبة المسرح إلى أفلام نرجس النجار، ونور الدين لخماري، وليلى المراكشي، أن ترسخ حضورا فريدا يمزج بين الكرامة والعطف والكثافة، كأنه رجع صدى لمشاعر المغاربة جميعا.
ونقل البلاغ عن راوية قولها “يا له من شرف عظيم أن أتلقى دعوة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. تغمرني سعادة كبيرة وإحساس رائع يصعب وصفه أن أحظى بالتكريم في بلدي، في المدينة الحمراء، في واحد من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم”.
وأضافت راوية أن “علاقتي بالمهرجان هي قبل كل شيء حكاية صداقة ووفاء. كل لقاء مع مراكش وجمهورها هو بالنسبة لي لحظة غالية. أحتفظ بذكريات جميلة عن العديد من الأفلام واللقاءات الرائعة. شكرا من أعماق قلبي للمنظّمين. أتطلع بشوق كبير للقاء أصدقائي والجمهور في مراكش”.
+ حسين فهمي: رمز الأناقة والتجديد في السينما العربية
وبخصوص الفنان حسين فهمي، يضيف البلاغ، فإنه يجسد بحضوره الكاريزمي ونظرته الفاتنة، منذ أزيد من خمسة عقود، نبل السينما المصرية وحداثتها، حيث استطاع كممثل ومخرج ومنتج، أن يوفق بين البعد الفني والجماهيري، مسهما في ازدهار السينما العربية وتألقها على الساحة العالمية، مبرزا أنه من خلال كل دور من أدواره، يقدم فهمي معنى خاصا للأناقة، حيث تمتزج دقة الأداء بصدق الإحساس.
يقول فهمي، حسب البلاغ، “إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أُكرَم في دورة سنة 2025 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. بعد مشاركتي في الدورة الأولى، تغمرني السعادة والحماسة لفكرة اللقاء مجددا بزملائي وأصدقائي من مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف فهمي أنه “لمراكش مكانة خاصة في قلبي، فقد صورت هنا أحد أفلامي الأولى، دمي ودموعي وابتسامتي. وعودتي اليوم إلى هذه المدينة المفعمة بالبهجة لكي أحظى بالتكريم، تعد لحظة ثمينة بالنسبة لي. شكرا لكم جميعًا»، يقول حسين فهمي.
وخلص البلاغ إلى أنه بتكريم هؤلاء الفنانين الأربعة المرموقين، يحتفي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بالسينما في كل أشكالها وتعبيراتها، سينما توحد الشعوب، تعكس تنوّع العوالم، وتؤكد، كل عام، المكانة المتفردة للمغرب في المشهد السينمائي العالمي الذي يشهد حركية كبرى.



