وطني

أستاذ جامعي لعامل زاكورة: هل تعلم أن الملك تخلى عن أسلوب البهرجة من زمان..؟!

وجّه الأستاذ الجامعي الدكتور الصوصي العلوي عبد الكبير، رسالة مفتوحة إلى عامل إقليم زاكورة، على خلفية واقعة قطع حركة السير أمام المواطنين لفسح المجال لمرور موكب المسؤول الترابي الأول بالإقليم.

نص الرسالة:

من الدكتور الصوصي العلوي عبد الكبير، أستاذ جامعي.

سلام تام بوجود مولانا الإمام.

وبعد، سيدي عامل إقليم زاكورة. التقيت بموكبك أمس بأمزرو حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، حيت أوقفنا شرطي المدارة لتعطى لكم أسبقية المرور و التحية، وأنت القادم من اتجاه طريق امحاميد الغزلان، تاكونيت، تامكروت، هذا الموكب الذي كانت تتقدمه سيارة للشرطة تستعمل المنبه الصوتي والأضواء، وتتبعها سيارة الدرك الملكي، وخلفهم سيارتك الخاصة من نوع الكات كات… وخلفك سيارات أخرى للدولة ترافقك…

سيدي العامل ، هل تعلم أن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قد تخلى عن أسلوب البهرجة ذلك من زمان، وأنت العامل على الاقليم المفروض فيك السير على منواله…

سيدي العامل، هل تعلم أنني ألتقي مرارا بجلالة الملك وهو يتحرك بدون برتوكول بين مدينتي الرباط وسلا.

سيدي العامل، هل تعلم أنه كان بإمكانك التحرك وتفقد أحوال المنطقة وبدون موكب بذلك الحجم من سيارات الدولة، وبالتالي ترشيد استهلاك البنزين، وتوجيهه لحاجيات السكان.

سيدي العامل، هل تعلم أنه لحظة تنقلك بذلك الشكل فسكان جماعة تاكونيت وسكان جماعة اكتاوة يستهلكون ماء في تاكونيت طعمه مر وياتيهم بالساعة والدقيقة، فيما سكان جماعة اكتاوة ينتظرونه لمدة شهرين أو أكثر… هل تعلم أنه في هذه اللحظة التي أكتب لك فيها ليس بمنزل والدي ماء صالح للشرب وفي كل مرة والدتي تتفقد صنبور الماء تلتمسه لعلكم بواسطة الجماعة تجودون علينا.

سيدي العامل ، أنت لست مسؤولا عن هجرتنا لقرانا بوادي درعة، لكن هل تعلم بأن زاكورة تعرف هجرة لأطرها وشبابها لأنه الله غالب لبلاد بين مطرقة المناخ وانعدام فرص الشغل وسندان التسيير المعتل لبعض مسؤوليها ممن تولوا أمرنا هناك.

سيدي العامل، أليس عيبا أن نلتمس منكم قطرة ماء في صحراء قاحلة في الوقت الذي ينعم فيه سكان مناطق أخرى بملاعب للقرب ومراكز للتكوين ومؤسسات جامعية قرب منازلهم. هل تعلم سيدي العامل أن تاكونيت بدون طبيب رئيس منذ تسع سنوات…

السيد العامل ، إذا كانت مطالب تحريك عجلة التنمية وخلق فرص للشغل و توفير الماء والتطبيب تفوق ما هو متاح لكم. فرجائي في الله وفيكم، لا تذكرونا بماضي تولى، ماضي كان لمقدم يجمع زرابي القرية لتبسط أمام السيد عامل ورزازات حينها ليمر عليها على رأس كل سنة حين كان يريد زيارة امحاميد الغزلان وكنا نصطف نحن الأطفال تحت الشمس للتصفيق له…

رجائي، ارحمونا، ليكن مرورك وتجولك في هدوء…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى