وزارة الصحة تنفي سحب تراخيص من معهد باستور وتؤكد التزامها بتوطين صناعة اللقاحات

نفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشكل قاطع صحة الأخبار المتداولة بشأن سحب تراخيص من معهد باستور ومنحها لشركة خاصة، واصفة هذه المزاعم بـ”الزائفة والمضللة”.

وأوضح مصدر مسؤول من داخل الوزارة أن معهد باستور لا يمارس أي نشاط يتعلق بإنتاج اللقاحات، بل يقتصر دوره على الاستيراد والتوزيع، ما يجعل الحديث عن “سحب تراخيص للإنتاج” مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة.

وأكد المصدر ذاته أن المغرب يسير وفق استراتيجية وطنية متكاملة لتوطين الصناعة الدوائية واللقاحية، في إطار الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز السيادة الصحية وضمان الأمن الصحي الوطني، وذلك من خلال مشروع صناعي عمومي كبير تقوده شركة “ماربيو”، التي تُعد حاليا المنصة الوحيدة بالمغرب القادرة على تصنيع اللقاحات.

وأضاف المصدر أن معهد باستور يظل فاعلا أساسيا في المنظومة الصحية الوطنية، بصفته مرجعا علميا وبحثيا، ويشتغل في تنسيق مع ماربيو لتطوير أبحاث يمكن تحويل نتائجها إلى إنتاج فعلي، في إطار تكامل بين البحث العلمي والتصنيع المحلي.

وشدد المصدر على أن شركة “ماربيو”، التي تم إطلاق منصتها الصناعية بمدينة بنسليمان، جاءت لتزويد المغرب وأفريقيا بقدرة إنتاجية مستقلة في مجال اللقاحات والمنتجات البيولوجية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي بحلول 2027، وتلبية جزء مهم من الطلب الإفريقي.

وفي السياق ذاته، كشف المصدر عن توقيع عقد إطار بين وزارة الصحة وشركة ماربيو بتاريخ 27 فبراير 2025، تبعته ثلاثة عقود توريد في ماي الماضي، تتعلق بلقاحات رئيسية موجهة للبرنامج الوطني للتلقيح، منها لقاح المكورات الرئوية (PCV13)، لقاح التهاب السحايا، واللقاح السداسي الجديد.

وتهم هذه العقود توفير 5.4 ملايين جرعة خلال سنتي 2025 و2026، مع رفع الميزانية المخصصة للتلقيح من 400 مليون درهم إلى أكثر من مليار درهم.

وأشار المصدر إلى أن ماربيو بدأت أنشطتها التصنيعية بوتيرة متسارعة، وتستعد لتسليم أولى دفعات اللقاحات المصنعة محليا قبل نهاية 2025، مؤكدا أن لجنة متخصصة تم إنشاؤها لتحديث البرنامج الوطني للتلقيح والمصادقة على أولى اللقاحات المنتجة وطنيا.