وطني

بواري.. الموسم الفلاحي شهد تحسنا ملحوظا رغم الظروف المناخية الصعبة

قال أحمد بواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن الموسم الفلاحي 2024-2025 يشهد تحسنا ملحوظا رغم الظروف المناخية الصعبة التي طبعته في بدايته.

وأوضح الوزير خلال تدخله أمام أعضاء مجلس المستشارين أمس الثلاثاء، أن الموسم الحالي تميز بتساقطات مبكرة في شهر أكتوبر، تلتها فترة جفاف حاد بين نونبر وفبراير، قبل أن تشهد البلاد عودة للأمطار وتساقطات ثلجية انطلاقا من شهر مارس.

وبلغ المعدل التراكمي للأمطار 302 ملم إلى غاية 5 يونيو 2025، مسجلًا انخفاضا بنسبة 23% مقارنة بسنة عادية، لكنه في المقابل عرف ارتفاعا بنسبة 14% مقارنة بالموسم الفلاحي السابق، وكان لعودة الأمطار أثر إيجابي على الغطاء النباتي والمراعي والوضع العام للمزروعات، خصوصا في المناطق الملائمة.

وأشار الوزير إلى أن المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية لم تتجاوز 3.2 ملايين هكتار، بسبب نقص التساقطات في بداية الموسم، إلا أن التقديرات تشير إلى إنتاج 44 مليون قنطار من الحبوب، أي بزيادة بنسبة 41% مقارنة بالسنة الماضية. وأكد الوزير أن هذا التحسن يعكس قدرة الفلاحة المغربية على الصمود، ويعبر عن التزام الفلاحين رغم الإكراهات المناخية.

وفي سياق متصل، بلغت القدرة التخزينية للسدود المخصصة للاستعمال الفلاحي 5.2 مليارات متر مكعب، أي بنسبة ملء تصل إلى 37%، مقارنة بـ30% خلال نفس الفترة من الموسم السابق.

ولأجل دعم الفلاحين، قام القطاع بتوزيع 740 ألف قنطار من البذور المختارة، بزيادة قدرها 10%، و1.34 مليون قنطار من الأسمدة الآزوتية المدعمة، استفاد منها 78 ألف مستغل فلاحي.

كما أشار الوزير إلى تقدم برنامج الزراعات الربيعية، حيث تم بالفعل بذر 187 ألف هكتار. أما بخصوص الخضر الربيعية، فقد بلغ تنفيذ برنامج الغرس نسبة 104%، أي ما يعادل 73.200 هكتار، ومن المنتظر أن تغطي الكميات المنتجة حاجيات السوق الوطنية.

واكد أحمد بواري مداخلته على أن مجموع التدابير المتخذة، مرفوقة بالأمطار الأخيرة، من شأنها أن تساهم في تحقيق نمو إيجابي للقطاع الفلاحي بنسبة 5.1%، مقارنة بـ4.8% خلال الموسم الماضي.

ومن المنتظر أن تسهم هذه الدينامية كذلك في إنعاش التشغيل القروي وتعزيز المكتسبات التي حققتها الاستراتيجيات الفلاحية المعتمدة في السنوات الأخيرة.

وعليه، يمكن اعتبار الموسم الفلاحي 2024-2025 موسما متوسطا إلى جيد، بالنظر إلى المعطيات المناخية والفلاحية المسجلة إلى حدود يونيو. فرغم الانطلاقة الصعبة نتيجة نقص التساقطات بين نونبر وفبراير، ساهمت الأمطار المتأخرة في مارس والتدابير المعتمدة في تحسين الوضع العام للزراعات والمراعي.

كما سجل الإنتاج المتوقع من الحبوب ارتفاعا بنسبة 41% مقارنة بالموسم الماضي، إلى جانب تقدم برامج الزراعات الربيعية والخضر بشكل إيجابي.

غير أن نسبة ملء السدود لا تزال دون المستوى المطلوب، مما يعكس استمرار بعض الهشاشة الهيكلية، وعليه، يمكن اعتبار هذا الموسم دالا على قدرة القطاع الفلاحي المغربي على الصمود والتكيف، في انتظار ترسيخ هذه الدينامية عبر مواصلة الدعم والاستثمار في مواجهة التحديات المناخية.

المراكشي/ و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى