مراكش

حقوقيون يطالبون بحمل شركة منجمية على الإسهام في إنماء محيطها المتضرر من الزلزال

طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، بحمل الشركة المستغلة لمنجم ( الدراع الأصفر) بتراب جماعة سعادة التابعة لعمالة مراكش، على احترام شروط البيئة السليمة وحق الساكنة في التمتع بالصحة البدنية، والإسهام في بناء ما دمره الزلزال أو أضرّ به، وجعلها تساهم في تنمية المنطقة وجعل الساكنة تستفيد من خيراتها الطبيعية والمنجمية.

و أكدت الجمعية في بلاغ لها، أن المنطقة التي تنشط بها الشركة المنجمية والتي تضم مدرسة تازاكورت المركزية وفرعية فيلالة لاتزال تعيش أبشع صور الفقر والتهميش رغم أن جوف أراضيها غني بالمعادن النفيسة حيث تتولى الشركة المذكورة استغلالها منذ سنوات، ويعد هذا المنجم أهم مخزون معدني بالمغرب وشمال افريقيا ويدر عائدات مالية مهمة على حساب استمرار غياب قنوات الصرف الصحي حيث الروائح الكريهة منتشرة في كل مكان اضافة إلى معاناة الساكنة مع الانقطاع المستمر للماء الصالح للشرب وحتى الكمية المخصصة للسكان تسبب أمراض خطيرة.

وأشارت الجمعية إلى أن “هذه المنطقة تعيش مخلفات الزلزال يوميا بسبب استعمال المتفجرات من طرف الشركة المنجمية من أجل استغلال المنجم، مما يساهم في إحداث رجات قد تسبب تشققات في المنازل و يقوي إمكانية تضررها”.

وأضافت الجمعية أن فرعية فيلالة التابعة لمجموعة مدارس تازاكورت بالجماعة الترابية سعادة وبعد زيارة ميدانية لبعض أعضاء مكتب الجمعية الذين عاينوا الفرعية، اتضح بأن المؤسسة غير مدرجة في قائمة المؤسسات التي تضررت جزئيا أو كليا، ناهيك عن عدم قيام أي فريق تقني متخصص بمعاينة حجم الأضرار و تحرير محضر يجيز أو يمنع التدريس بالحجرات الثلاث المتضررة، بل إن إدارة المؤسسة تطالب أطر التدريس والتلاميذ باستمرار العمل بشكل عادي وشفوي باعتباره من تعليمات المديرية الإقليمية.

هذه الفرعية التي تضم حوالي 400 تلميذ، وفق ذات البلاغ، “رفض آبائهم أن يلج أبنائهم تلك الحجرات الٱيلة للسقوط وطالبوا بإيفاد لجنة مختصة للمعاينة، لكن ما تم ايفاده فعليا هو خيام الحفلات والأعراس الشديدة الحرارة نصبت في ساحة المؤسسة للدراسة”.

واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، حل مشكل الدراسة مقابل التضحية بسلامة وصحة التلميذات والتلاميذ والأطر التعليمية يندرج في باب المماطلة والتستر على الوضع المزري و التسرع والإرتجالية وهضم حقوق الإنسان والتغطية على المشاكل الحقيقية بدل معالجتها بالطرق المناسبة والناجعة.

وطالبت الجمعية بإيجاد حلول للمشاكل المتراكمة لضمان جودة التدريس ومجانيته، بعيدا عن الإرتجالية وسياسة الترقيع التي لا تساهم إلا في الهدر المدرسي وتدمير مقومات المدرسة العمومية، و تؤكد على ملحاحية إجراء الخبرة التقنية على البنايات وبنية المؤسسة التعليمية.

ودعا فرع الجمعية الحقوقية إلى إحترام كرامة نساء ورجال التعليم بتوفير الشروط المناسبة ومتطلبات ممارستهم لمهامهم، والإنصات لكل مكونات المدرسة العمومية من الأطر والآباء و أولياء التلاميذ و إشراكها في كل الحلول المقترحة بعيدا عن البيروقراطية الإدارية ومنطق التعليمات.

إلى ذلك أكد مصدر مسؤول لصحيفة “المراكشي” أن لجنة تحت الإشراف الفعلي لرئيس دائرة سعادة حلت السبت ما قبل المنصرم بفرعية فيلالة التابعة لمجموعة مدارس تازاكورت، حيث عاينت الحجرات الدراسية بحضور مدير المؤسسة والأطر التربوية، و أكدت أن وضعية خمس منها تسمح باستقبال التلاميذ واستنئاف الدراسة، بينما الحجرة السادسة يتوجب هدمها بشكل كلي بفعل الأضرار البليغة التي لحقت بها.

و أشار المصدر ذاته، إلى أن الفرعية تم تزويدها بخيمة وفّرها مجلس الجماعة الترابية سعادة من أجل تمكين التلاميذ من استئناف دراستهم، في انتظار إعادة بناء الحجرة المقرر هدمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى