جليزمراكش

“ظل والدي”.. حلم مخرج نيجيري يتحقق في مهرجان مراكش الدولي للفيلم

“كان حلما وتحقق أخيرا على أرض مراكش وفي مهرجانها الدولي”، بهذه الكلمات عبّر المخرج النيجيري البريطاني أكينولا ديفيز جونيور عن سعادته بعرض فيلمه “ظل والدي” ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حلمٌ لازمه طويلا رفقة فريق العمل قبل أن يتحول إلى واقع داخل واحد من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم.

وفي حديثه لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، شدد ديفيز جونيور على أهمية هذا الحضور قائلا: “منذ العرض الأول للفيلم في مهرجان كان، كنا نطمح دائما إلى دعوة من مهرجان مراكش لما يمثله من قيمة عالمية. إنه شرف كبير أن نكون جزء من برنامجه وأن نشارك في المسابقة الرسمية إلى جانب أفلام متميزة من مختلف بلدان العالم”.

ويشارك المخرج بفيلمه الروائي الطويل “ظل والدي”، الذي يمثل واجهة للسينما النيجيرية، إحدى أكثر السينمات إنتاجا عالميا، في إطار سعي متواصل لتوسيع حضورها في الساحة الدولية، ويعتبر ديفيز جونيور العمل “محطة مفصلية في تاريخ السينما النيجيرية”، موضحا أنه أسهم في فتح الباب أمام مزيد من القصص الأفريقية للعبور نحو المنصات العالمية، آملا أن يلهم ذلك المخرجين الأفارقة لتقاسم حكاياتهم مع جمهور أوسع.

الفيلم مستلهم من تجارب شخصية عاشها المخرج وشقيقه وولي عقب وفاة والدهما في سن مبكرة، وهو ما منح القصة حساسية خاصة وعمقا إنسانيا واضحا، كما أشاد المخرج بتفاعل الجمهور المغربي قائلا: “الفيلم يحمل روحا إفريقية، ومع ذلك لمس مشاعر الجمهور هنا، لكونه معتادا على سينما قوية بصريا ومؤثرة، وهذا التفاعل كان مدهشا بالنسبة لنا”.

وقد تم تصوير “ظل والدي” في مدينة لاغوس، وتدور أحداثه خلال يوم واحد من عام 1993، على خلفية التوتر السياسي الذي أعقب إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية آنذاك.

ويتتبع الفيلم رحلة الأب فولارين، الذي يجسده الممثل البريطاني النيجيري سوب ديريسو، رفقة ابنيه أكين وريمي في رحلة إلى لاغوس لاسترداد مستحقاته المالية المتأخرة.

وسجل العمل إنجازاً مهماً خلال مشاركته في مهرجان كان السينمائي 2025، بصفته أول فيلم نيجيري يدخل الاختيار الرسمي للمهرجان، حيث نال تنويها خاصا من لجنة تحكيم جائزة الكاميرا الذهبية المخصصة لأفضل عمل أول لمخرج.

وواصل “ظل والدي” مساره المميز بعد كان، محققا إشادة نقدية واسعة، قبل أن يحط الرحال في مراكش، حيث يرسّخ خطوة جديدة في مسار تثبيت حضور السينما النيجيرية على الخريطة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى