عبّرت هيئة مهنية تمثل الصيادلة في المغرب عن استيائها من قرار إحدى الشركات الدوائية الألمانية تغيير مسار توزيع مرهم Bepanthen، بعد أن أصبح يُسوَّق في قنوات شبه صيدلانية بارافارماسي بدل الاقتصار على الصيدليات، وهو ما اعتبرته الهيئات المهنية خطوة قد تضر بعلاقات التعاون القائمة بين الطرفين.
وكشفت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، في مراسلة رسمية وجّهتها إلى إدارة الشركة، أن المنتج المذكور رسخ مكانته في السوق الوطنية “بفضل مواكبة الصيدليات ودعمها المستمر”، معتبرة أن توجيهه نحو قنوات توزيع أخرى يخلق إشكالات مهنية ويغير توازنات اعتادت عليها منظومة الدواء بالمغرب.
وأوضحت الكونفدرالية أن شبكة الصيدليات شكّلت لسنوات شريكا أساسيا في التعريف بالمرهم وتوسيع استعماله لدى المستهلكين، لافتة إلى أن القرار المستجد أحدث “لبسا غير مرغوب فيه” داخل القطاع، لأنه يفتح الباب أمام تغيير نمط التسويق التقليدي ويمس بالدور المهني للصيادلة في تأطير المنتجات الطبية وشبه الطبية.
كما أكدت المراسلة أن هذا التحول “يضرب في الصميم عنصر الثقة” الذي تعتبره الهيئات المهنية حجر الأساس في العلاقة بين الصيدليات ومصنّعي الأدوية، مشيرة إلى أن احترام قنوات التوزيع الرسمية يشكل عرفا مهنيا مستقرا داخل السوق المغربية، خصوصا بالنسبة للمنتجات ذات الطبيعة الطبية أو شبه الطبية.
وفي ظل غياب رد من الشركة الألمانية، أعلنت الكونفدرالية أنها بصدد دراسة “مجموعة من الخطوات المشروعة” للدفاع عن مصالح الصيادلة، من بينها إمكانية الحد من عرض منتجات الشركة داخل الصيدليات لفائدة علامات دوائية تحافظ على قنوات توزيعها التقليدية والشراكة القائمة مع المهنيين.
وأكدت الهيئة المهنية استعدادها للدخول في حوار بناء مع الشركة، داعية إياها إلى مراجعة قرارها حرصا على استقرار السوق وضمان استمرار الشراكة، كما اعتبرت أن عقد اجتماع مباشر قد يسمح بإيجاد صيغة توافقية تعيد ترتيب قنوات التوزيع بما يضمن المصالح المهنية والاقتصادية لجميع المتدخلين.