أعادت التساقطات الثلجية الكثيفة التي شهدتها منطقة تيشكا خلال الأيام الأخيرة الأمل إلى واحدة من أبرز المحطات الجبلية بالمملكة، بعد سنوات عجاف عانت فيها من ضعف التساقطات وتراجع الإقبال السياحي.
وقد غطت الثلوج قمم المنطقة في مشهد طبيعي خلاب، حوّل المحطة من جديد إلى وجهة مفضلة لعشاق الأجواء الشتوية والرياضات الجبلية.
وشهدت محطة تيشكا توافد أعداد كبيرة من السياح المغاربة، القادمين من مختلف المدن، للاستمتاع بالمناظر الثلجية وممارسة أنشطة التزلج على الجليد، إلى جانب التقاط الصور والاستجمام في أجواء طبيعية مميزة. هذا الإقبال أعاد الحيوية إلى المنطقة، بعد فترة طويلة من الركود الذي أثر بشكل مباشر على النشاط السياحي.
وانعكس هذا الانتعاش بشكل واضح على الحركة الاقتصادية، حيث عرفت المطاعم والمقاهي ومحلات الخدمات رواجا ملحوظا، مع ارتفاع الإقبال على الأكلات التقليدية والخدمات المرتبطة بالسياحة الجبلية، وأكد عدد من المهنيين أن هذه التساقطات شكلت متنفسا حقيقيا لهم، خاصة بعد سنوات من التراجع في المداخيل بسبب قلة الزوار.
كما ساهم الحضور المكثف للزوار في تحريك عجلة التجارة بالمنطقة ككل، بما في ذلك النقل والخدمات، وهو ما انعكس إيجابا على الساكنة المحلية التي تعتمد بشكل كبير على الموسم الشتوي كمورد أساسي للدخل، ويرى فاعلون محليون أن عودة الثلوج بهذا الشكل تعزز من مكانة محطة تيشكا كوجهة سياحية جبلية واعدة، قادرة على استقطاب الزوار ودعم التنمية المحلية.
وتأمل الساكنة والمهنيون أن تستمر هذه الدينامية الإيجابية، وأن تواكبها إجراءات تنظيمية وتحسين للبنيات التحتية والخدمات، بما يضمن استدامة النشاط السياحي واستثمار المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، خاصة خلال فصل الشتاء.
