أقاليماليوسفية

اليوسفية: غياب الأطر الصحية يُغلق أبواب مستوصف في وجه المواطنين بسيدي شيكر

وجد عشرات المواطنين بجماعة سيدي شيكر التابعة لإقليم اليوسفية أنفسهم، صباح اليوم الأربعاء 18 يونيو الجاري، أمام أبواب موصدة للمستوصف الصحي فرع المصابيح الطالعة، المعروف بـ”محريگة”، وذلك بسبب غياب الطاقم التمريضي العامل بالمرفق الصحي المذكور، مما حرم العديد من النساء والأطفال والمرضى من حقهم في الاستفادة من الخدمات الصحية الأساسية.

وبحسب معطيات حصلت عليها صحيفة “المراكشي”، فإن سبب الإغلاق يعود إلى تزامن عطلة إدارية لإحدى الممرضتين العاملتين بالمستوصف مع عطلة ولادة للممرضة الثانية، دون أن يتم تعويضهما أو تأمين الحد الأدنى من الخدمات الصحية لفائدة الساكنة، الأمر الذي خلّف موجة استياء عارم وسط المواطنين، خاصة أولئك الذين تكبدوا عناء التنقل من دواوير نائية على أمل تلقيح أطفالهم أو الحصول على علاج منتظم.

ووفق الشهادات التي استقتها الصحيفة من مواطنين في عين المكان، فقد توافدت نساء من دواوير تبعد بعشرات الكيلومترات عن المركز، بعضهن سلكن طرقا وعرة وبوسائل نقل بدائية تحت حرارة مرتفعة، في رحلة شاقة صحبة أطفالهن الصغار لتلقي التطعيمات الأساسية، لكنهن صُدمن بعدم وجود أي إطار صحي في المستوصف، مما فوّت عليهن مواعيد التلقيح، وأثار مخاوف من تأثير ذلك على صحة الأطفال.

ولم يتوقف الضرر عند هذا الحد، بل امتد إلى المرضى المصابين بداء السكري وارتفاع الضغط الدموي، الذين اعتادوا زيارة المركز الصحي بانتظام لتتبع وضعهم الصحي أو الحصول على الأدوية الأساسية، ليجدوا أنفسهم اليوم في مواجهة الإهمال وغياب أي بديل صحي قريب.

في ظل هذا الوضع، يطالب السكان ، المصالح الإقليمية لوزارة الصحة بالتدخل العاجل لتأمين الخدمات الصحية بالمستوصف المذكور، ووضع حد لحالة الفراغ التي تهدد صحة الفئات الهشة، خصوصا النساء والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة، مشددين على ضرورة توفير تعويض فوري للغيابات أو توزيع الموارد البشرية بشكل يراعي مصلحة المواطنين ويضمن استمرارية الخدمة العمومية.

وكانت جمعية التواصل للتنمية والمحافظة على البيئة بجماعة وقيادة سيدي شيكر، إقليم اليوسفية، عبّرت عن قلقها الشديد إزاء الوضع الصحي المتدهور بالمنطقة، خاصة في مركز “امحريكة”، الذي يعيش ما وصفته الجمعية بـ”ترد خطير” في الخدمات الصحية الأساسية.

ونددت الجمعية في بيان توصلت صحيفة “المراكشي” بنسخة منه، بالنقص الحاد في الأطر الطبية والتمريضية، وغياب المداومة الليلية، فضلا عن عدم توفر الأدوية الضرورية لعلاج الأمراض المزمنة، ما يضطر سكان الجماعة إلى التنقل لمسافات طويلة نحو مستشفيات مدينة مراكش، حتى من أجل تلقي علاجات بسيطة.

وأوضحت الجمعية أن هذه الوضعية المقلقة تُفاقم معاناة المواطنين، خاصة كبار السن وذوي الدخل المحدود، في ظل غياب التجهيزات والإمكانيات الطبية الأساسية، مثل الأوكسجين وأجهزة قياس السكري وضغط الدم.

وطالبت الجمعية، الجهات المسؤولة محليا ومركزيا، الإسراع باستكمال الأشغال بالمستوصف الصحي بـ”امحريكة”، الذي رغم برمجته وتمويله مسبقا، لا يزال مهجورا دون استغلال، إحداث مركز للوقاية المدنية بالمنطقة، وتوفير المصل المضاد للسعات العقارب والكلاب المسعورة، نظرا لتكرار هذه الحالات بالمنطقة، العمل على تعيين طبيب رئيسي لتسهيل ولوج المواطنين إلى الشواهد الطبية والخدمات الصحية الأساسية محليا.

كما دعت الى إصلاح وتأهيل المركز الصحي القائم، وتزويده بالتجهيزات والأدوية الضرورية، توفير سيارة إسعاف دائمة داخل المستوصف، لتخفيف العبء المالي على المواطنين الذين يجدون صعوبة في تغطية تكاليف سيارة الإسعاف الجماعية، وضمان مداومة ليلية وتعيين حارس ليلي لتعزيز الأمن والسلامة داخل المركز.

وفي ختام بيانها، دعت الجمعية السلطات الصحية والإقليمية والجهوية إلى التدخل الفوري من أجل إنقاذ الوضع الصحي بجماعة سيدي شيكر، وضمان الحد الأدنى من كرامة العيش للمواطنين عبر توفير خدمات صحية لائقة ومتكاملة.

كما ناشدت الفاعلين السياسيين والمؤسسات المنتخبة بتحمل مسؤولياتهم والضغط من أجل تسريع وتيرة الإصلاحات المنتظرة في القطاع الصحي المحلي، حماية للحق في الصحة الذي يكفله الدستور المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى