وطني

المحكمة تحسم في ملف “إمبراطور بوزنيقة” والبدراوي.. أحكام ثقيلة ومصادرة ممتلكات وأموال بملايين الدراهم

حسمت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مساء أمس الثلاثاء 29 يوليوز الجاري، في واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام، بإصدارها أحكاما ثقيلة في ملف “إمبراطور بوزنيقة” وعزيز البدراوي، الرئيس السابق لنادي الرجاء والرئيس المدير العام لشركة “أوزون”، بعد متابعتهما بتهم تتعلق باستغلال النفوذ وتبديد أموال عمومية.

وقضت المحكمة بالسجن النافذ لست سنوات في حق البدراوي، مع غرامة مالية قدرها 100 ألف درهم، بعد إدانته بتهمة “استغلال النفوذ بغرض القيام بعمل يشكل جناية التبديد، والمشاركة في ذلك”، فيما أدانت محمد كريمين، رئيس جماعة بوزنيقة السابق، بسبع سنوات سجنا نافذا، إلى جانب غرامة مماثلة، على خلفية نفس التهم المرتبطة بسوء تدبير المال العام واستغلال المنصب الوظيفي.

فيما أدين المتهم الثالث، المعروف بلقب “الطنجي”، بأربع سنوات سجنا نافذا، وشملت الأحكام مصادرة ممتلكات وأموال تعود للمتهمين، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 10 ملايين درهم، في إطار مسطرة استرجاع الأموال المتحصلة من الجرائم المالية التي توبعوا بسببها.

وكانت عناصر الفرقة الوطنية أوقفت البرلماني السابق كريمين من داخل غرفته في مصحة خاصة بالرباط، حيث كان يرقد بعد توصله باستدعاء للحضور أمام المصالح الأمنية، حيث تم اقتياده إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، للتحقيق معه، فيما قدم البدراوي نفسه لمصالح الفرقة الوطنية.

وجاء متابعة المتهميْن على خلفية الشكاية التي وضعها مستشاران جماعيان أمام النيابة العامة في شهر نونبر 2022، أشارا فيها إلى وجود شبهة “تبديد المال العام وارتكاب خروقات مالية وتدبيرية” عبر فترتين، الأولى بين 2010 و2017 والأخرى بعد 2017.

وبحسب مضمون الشكاية، عدّل المجلس الجماعي، على عهد كريمين، ميزانية التدبير المفوض وتم تخفيضه إلى 8 ملايين درهم عوض 14 مليون درهم، لكن في سنة 2015 تبين أن الاعتمادات تفوق 15 مليون درهم، وفي سنة 2016 وصلت إلى 20 مليون درهم، بمبرر أنه قرار عاملي ودينٌ سابق على المجلس لشركة “أوزون”.

الشكاية أشارت إلى أن الرئيس المعزول، وقّع محضرا لتحويل مبلغ 20 مليون درهم إلى حساب الشركة، وبعد ذلك تنازلت الجماعة عن الآجال القانونية للخازن الجهوي لصالح الشركة، بالإضافة إلى مراجعة الأسعار بدعوى تغيير مكان مطرح النفايات.

كما رصد واضعو الشكاية ما اعتبروه “خروقات في دفتر التحملات”، من قبيل التباين بين الأثمنة الأحادية والأثمنة المعتمدة في جدول الحساب الإجمالي، وخلط النفايات المنزلية بالأتربة ومخلفات الأوراش قبل توجيهها نحو المطرح الرسمي.
كما رصدوا، بحسب مضمون شكايتهم، أن هناك مبالغ ضخمة مقارنة مع حجم النفايات التي يتم جمعها، وبالمقارنة مع مدن أخرى.

الشكاية قالت إنه في سنة 2017 رست صفقة تدبير النظافة مرة أخرى على نفس الشركة، ورغم المصادقة بالإجماع على دفتر التحملات تم تعديله فيما بعد دون العودة إلى المصادقة في المجلس، وهو ما دفع وزارة الداخلية لمراسلة الجماعة لإدخال تعديلات بناء على ملاحظاتها لكن لم يتم الأخذ بها.

وأشارت إلى أن “نسبة 2.085 كلغ/ فرد/ یوم المعتمدة في الصفقة “مرتفعة قیاسا مع متوسط الإنتاج الوطني (0.8 كلغ)، وهو الأمر الذي یعطي أبعادا مغلوطة للمشروع”، معتبرة أن الأجر السنوي الذي قدر في الصفقة بـ14 مليونا و481 ألفا و650 درھما لإنتاج 11882 طنا في سنة، (حوالي 1218 درھما للطن) مرتفع جدا مقارنة مع أسعار عقود مماثلة على الصعید الوطني.

ولفتت إلى أن وزارة الداخلية راسلت رئيس المجلس البلدي المعزول، مطالبة إياه بتقليص مؤشر النفايات لكل مواطن في اليوم، المعتمد لحساب عدد الأطنان المنتجة في السنة ليتساوى مع المؤشر الوطني، إلا أنه رغم تقليص المؤشر بأكثر من 60%، بقيت الصفقة ثابتة، حيث تم الرفع من عدد سكان بوزنيقة من 40691 نسمة إلى 55691 نسمة خارج فصل الصيف، وإلى 135691 خلال فترة الصيف لسنة 2017، لتضخيم حجم النفايات، وتم تغيير مؤشر النفايات غير المنزلية من مؤشر بعدد الكيلوغرامات في اليوم لكل مواطن إلى عدد الأطنان في السنة، والهدف من هذا، حسب الشكاية ذاتها، “بقاء قيمة الصفقة في حدود مليار و500 مليون سنتيم، عوض 900 مليون سنتيم”.

الشكاية ذاتها أوضحت أن الصفقة نالتها الشركة مقابل أكثر من 15 مليونا و530 ألف درھم، وأنه وبعد تمرير الصفقة كان لزاما على الرئيس عرضها على المجلس مرة أخرى من أجل المصادقة البعدية، كما نصت عليه دورية لوزارة الداخلية في الموضوع، إلا أنه لم ينعقد.

وتم تعزيز الشكاية بأشرطة فيديو توثق لخلط النفايات بالأتربة، وشهادات عاملين بالشركة، ودوريات لوزارة الداخلية ودفتر التحملات لما بعد وما قبل ملاحظات وزارة الداخلية إلى جانب محاضر فتح الأظرفة.

ويشار إلى أن المحكمة الإدارية للدار البيضاء كانت أصدرت قرارا في 3 ماي 2023، بعزل محمد كريمين رئيس جماعة بوزنيقة، من منصبه إثر شكاية حول شبهة وجود “خروقات في تدبير قطاع النظافة وتضارب في المصالح”، ليقرر تقديم إستقالته من مجلس النواب قبل صدور قرار المحكمة الدستورية بتجريده من عضوية البرلمان، بعدما أحال مكتب مجلس النواب ملفه من أجل اتخاذ المتعين بشأنه، منذ إصدار قرار عزله من رئاسة جماعة بوزنيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى