باشرت السلطات حملة مشددة لمراقبة سائقي سيارات الأجرة المخالفين بالمدن الست التي ستحتضن نهائيات كأس إفريقيا، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية لإنجاح هذا الحدث القاري. وقد تم تفعيل آلية رقابية غير مسبوقة، تعتمد على أعوان بلباس مدني ينتحلون صفة زبائن عاديين، بهدف تقييم جودة الخدمات من داخل سيارات الأجرة واتخاذ إجراءات فورية في حق كل من يثبت إخلاله بالقانون.
وترتكز هذه المقاربة، المعروفة بأسلوب “الزبون السري”، على المراقبة الميدانية لسلوك مهنيي القطاع، حيث يقوم الأعوان باستيقاف سيارات الأجرة، وركوبها، ثم الوقوف على الوضعية التقنية للمركبة وطريقة تعامل السائق مع الزبناء، وفي حال تسجيل أي تجاوزات، يمكن أن تترتب عنها عقوبات إدارية فورية، من بينها حجز السيارة أو سحب “بطاقة الثقة” بشكل نهائي.
وبالتوازي مع هذا التشديد الرقابي، أطلقت السلطات المحلية حملة تحسيسية واسعة، شملت توزيع إشعارات رسمية من طرف الولايات والعمالات على سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، تذكرهم بضرورة احترام التزاماتهم المهنية تجاه الزبناء، سواء كانوا مواطنين أو أجانب، بهدف الارتقاء بصورة القطاع وضمان خدمة لائقة قبل توافد الجماهير الإفريقية.
ويأتي هذا التحرك الصارم في أعقاب تداول مقاطع فيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نشرها مؤثرون أجانب، توثق لحالات ابتزاز ورفض نقل الزبناء، خاصة بمدينة مراكش، الأمر الذي دفع السلطات إلى التدخل بحزم لتفادي أي إساءة لصورة المملكة خلال احتضانها لكأس إفريقيا.



