مراكش

الدعوة بمراكش إلى وضع استراتيجيات دامجة للشباب

دعا نواب برلمانيون وخبراء في مجال إدماج الشباب، اليوم الأربعاء بمراكش، إلى بلورة استراتيجيات وسياسات عمومية دامجة للشباب وقادرة على تحقيق استقلاليته وتعزيز مكانته داخل المجتمع، كعنصر فاعل ومنفتح على العالم ومستوعب لتحولاته.

 

كما دعا المتدخلون، في الورشة الثامنة والأخيرة، المنعقدة حول موضوع “التحسيس والتعبئة من أجل سياسات عمومية دامجة للشباب”، في إطار الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي ينظمه الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الشبيبة الاتحادية وشبكة “مينا لاتينا”، ما بين 29 و31 ماي الجاري، السياسيين وصناع القرار إلى وضع رؤية مندمجة وتصور شمولي لأولويات الشباب وانشغالاتهم الحاضرة والمستقبلية، والقطع مع السياسات الشبابية المشتتة والمجزأة بين القطاعات، وتحديد التزامات الدول تجاه هذه الفئة.

 

وفي هذا الصدد، أكد الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، فادي وكيلي عسراوي، على الحاﺟﺔ ﻟﺴﻴﺎسات ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ دامجة وﻣﻼﺋﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب، باعتبارها إﺣﺪى أﻫﻢ اﻷوﻟﻮﻳﺎت التي ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮاﻓﻘﺎ واﺳﻌﺎ ورؤﻳﺔ ﻋﻠﻰ المدى اﻟﺒﻌﻴﺪ، مشددا على ضرورة إشراك الشباب، بشكل فعال، في بلورة هذه السياسات.

 

ولفت إلى أهمية تنزيل استراتيجية وطنية دامجة توفر الإطار العام لرعاية الشباب، وتوفر شروطا ملائمة لتنمية قدراتهم، بغية تحقيق المشاركة في الحياة العامة، وبناء المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا، من أجل بروز شباب متشبعين بالقيم الوطنية ومدافعين عن ترسيخ السلام والأمن الاجتماعي.

 

من جانبه، سجل دييغو بازان كالديرون، النائب البرلماني البيروفي، ضعف مشاركة الشباب في السياسة ببلاده، وغياب برامج لتكوين وتأهيل الشباب على مستوى الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن معظم البرلمانيين لا يتوفرون على تكوين سياسي مناسب، وهو ما يؤدي إلى سوء التدبير للشأن العمومي.

 

وأكد، في هذا الصدد، على أهمية إدماج الشباب ومشاركتهم في العمل السياسي، لافتا إلى إطلاق مبادرة خلال الولاية التشريعية الحالية تروم تمكين الشباب خريجي الجامعات من القيام بفترات تدريبية داخل البرلمان من أجل تمكينهم من المعارف والمهارات المتعلقة بالعمل السياسي، إضافة إلى برلمان الشباب الذي يشارك فيه مئات الشباب الذين تتاح لهم فرصة ممارسة العمل البرلماني لسنة كاملة، ويتم تأهيلهم ليصبحوا ساسة المستقبل.

 

من جهته، سلط النائب ببرلمان الهندوراس، غونزاليز مارتين ماريو ألبيرتو، الضوء على ظاهرة هجرة الشباب بالهندوراس بسبب غياب الفرص، ومعدل الفقر المرتفع والذي يناهز 74 في المائة، ويمس بالأساس شريحة الشباب، مبرزا أن ظاهرة الهجرة السرية بين شباب هندوراس خلفت، ولا تزال، ضحايا بمئات الآلاف.

 

وسجل المتحدث ذاته أن إطلاق الحكومة عددا من المبادرات التي تهدف إلى الحد من ظاهرة هجرة الشباب محليا وإقليميا، من خلال تقديم منح تضامنية للسكان، وقروض دون فوائد للشباب، وإيلاء مزيد من الاهتمام للفضاءات الرياضية العمومية وإتاحتها للشباب، داعيا إلى مواصلة العمل، كل من موقعه، من أجل الرقي بأوضاع الشباب.

 

يشار إلى أن المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، المنعقد بمراكش ما بين 29 و31 ماي الجاري، تحت شعار “مساهمة البرلمانيين الشباب في تعزيز السياسات العمومية التقدمية والعادلة”، يهدف إلى تشجيع البرلمانيين الشباب على مناقشة القضايا الراهنة وتحليلها واقتراح حلول مبتكرة وفعالة، من خلال استغلال مهاراتهم في استخدام التكنولوجيات الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي لتعبئة وزيادة وعي الأطراف الفاعلة الأخرى بهذه القضايا المهمة، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والبيئة والمساواة بين الجنسين.

 

كما يروم المنتدى تمكين البرلمانيين الشباب الذين هم في فترة ولايتهم البرلمانية الأولى، من الانفتاح على مختلف المقاربات الدولية، واستلهام الأفكار وإلهام نظرائهم من جميع مناطق العالم، فضلا عن توفير فرصة للتواصل والتعاون في مختلف القضايا والمواضيع التي تهم الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم.

المراكشي/ و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى