Site icon Almarrakchi

إبن جرير.. لقاء تشاوري لإعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة

انعقد الثلاثاء بمدينة ابن جرير (إقليم الرحامنة)، لقاء تشاوري خصص للتفكير وتبادل الآراء حول إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، في إطار مقاربة تشاركية تروم مواكبة الدينامية التنموية، والاستجابة لتطلعات الساكنة نحو تنمية شاملة ومستدامة.

وترأس اللقاء عامل الإقليم، عزيز بوينيان، بحضور رؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبين، ورجال السلطة، وفاعلين أكاديميين واقتصاديين، وممثلي المجتمع المدني، وذلك تفاعلاً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى إطلاق جيل جديد من البرامج التنموية التي تضع المواطن في صلب العملية وتكرس العدالة المجالية وتسريع وتيرة التنمية المحلية.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد بوينيان أن هذه المرحلة التحضيرية تعتمد على منهجية الإنصات الميداني باعتبارها أساساً لصياغة سياسات عمومية ناجعة ومشاريع ذات أثر ملموس، مشدداً على أن التنمية لم تعد تُقاس بعدد المشاريع فقط، بل بمدى فعاليتها وتكاملها وقدرتها على تحسين ظروف العيش وخلق فرص الشغل ورفع جودة الخدمات الاجتماعية.

وأشار إلى أن الورش الجديد يرتكز على لقاءات مفتوحة وورشات تفاعلية تتيح التقاط نبض الساكنة وتحديد أولوياتها الحقيقية بعيداً عن المقاربات الإدارية التقليدية، داعياً مختلف الفاعلين إلى الانخراط المسؤول في هذا الورش الوطني الذي يمثل فرصة لإعطاء نفس جديد للتنمية وتعزيز جاذبية الإقليم وقدرته التنافسية.

وخلال اللقاء، قدم رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة الرحامنة، إسماعيل دحمان، عرضاً تضمن تشخيصاً دقيقاً لمؤهلات الإقليم وإكراهاته، حيث أشار إلى ندرة الموارد المائية وهشاشة المجال أمام التغيرات المناخية، مبرزاً الحاجة إلى تبني نموذج تنموي مستدام يضمن الأمن المائي ويرسخ صمود المجال الترابي.

كما كشف دحمان أن 10 جماعات من أصل 25 تسجل معدلات فقر تفوق المعدلات الوطنية، وأن الأمية لا تزال مرتفعة في عدد من المناطق القروية، مما يستدعي الإسراع في تنفيذ برامج محو الأمية وتحسين الولوج إلى التعليم والصحة والخدمات الأساسية.

وأبرز أن الإقليم سيُقسم إلى خمسة أقطاب ترابية منسجمة، تجمع الجماعات وفق خصائصها السوسيو-اقتصادية، في أفق تحقيق توازن ترابي وتكامل بين الوسطين الحضري والقروي، مع ترسيخ مكانة ابن جرير كمركز إداري وصناعي وجامعي ودعم الأقطاب الفلاحية المحيطة بها.

وعرفت الجلسة مشاركة فاعلة لممثلي المجتمع المدني والتعاونيات والتلاميذ الذين طرحوا قضايا مرتبطة بالصحة والتعليم والنقل والماء والبنيات التحتية، مؤكدين استعدادهم للمساهمة في صياغة برنامج تنموي يعكس أولويات المواطنين.

وفي ختام اللقاء، تم الإعلان عن تنظيم سلسلة من الورشات التشخيصية والتفاعلية لتحليل المؤشرات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وتقييم مستوى الخدمات العمومية والمشاريع المنجزة، من أجل بلورة رؤية تنموية متكاملة لإقليم الرحامنة قائمة على الإنصات، والمشاركة، والاستدامة.

المراكشي/ و م ع

Exit mobile version