
عدد من القراء نصحوا صحيفة "المراكشي" بالابتعاد عن مثل هذه الأخبار، مثل الأستاذ "عبد العزيز اللتشيني"، والذي اعتبر "المراكشي" صحيفة محترمة لا يليق بها نشر أخبار الفضائح والتي اعتادت صحف أخرى نشرها، وكثيرون ساروا على موقف الأستاذ اللتشيني، بل منهم من وصل به الغضب حد الإعلان عن مقاطعة صحيفة "المراكشي".
وبالمقابل دافع قراء آخرون على ضرورة فضح جميع أنواع العنف بما فيه العنف ضد النساء وضمه العنف الجنسي، لكن بخلفية حقوقية وليس غيرها، وهذا الرأي ذهب إليه الأستاذ "محمد بوعابد" والفنان حسن شيكار.
وأعترف أن بعض المقربين من هذا العبد الضعيف مدير نشر "المراكشي"، انتابهم غضب شديد بعدما قرؤوا الخبر، وانتقدوا الجريدة على ما اعتبروه خبرا فضائحيا لا يليق بجريدة محترمة كـ"المراكشي".
أود في البداية، وباسم هيئة تحرير صحيفة "المراكشي"، أن أشكر جميع الذين تفاعلوا مع الخبر، سواء إيجابا أو سلبا، إذ لمسنا فيهم وفي عواطفهم ارتباطا مميزا بالصحيفة وغيرة خاصة عليها، وهذا في نهاية المطاف يدعونا إلى مزيد من الحرص وتقديم الأجود لقراء الصحيفة.
إننا في صحيفة "المراكشي"، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننساق وراء الصحف الفضائية ولا ينبغي لنا، إذ التزمنا مع قرائنا منذ البداية (حوالي ثلاثة أشهر ونصف تقريبا) بأن نكون أقرب من قضاياهم، من همومهم ومن آلامهم وآمالهم، وأن ننقل بكل صدق وأمانة هواجسهم وأحلامهم و أمانيهم، وأن ننخرط من موقعنا كإعلاميين في فضح الفساد والمفسدين وأعداء التطور والتنمية بجهة مراكش آسفي، وألا نغمض أعيننا عن الظلم أينما كان.
ولعل من بين الظلم ما تتعرض له المرأة من عنف، بل أنواع من العنف داخل البيوت وفي الشارع العام، فهل فينا من يقبل أن تتعرض شقيقته، زوجته او ابنته للتحرش في الشارع العام؟، هل فينا من يقبل أن تتعرض شقيقته أو ابنته للعنف الجنسي من طرف أي كان حتى ولو كان زوجها؟، هل على الإعلام أن يغمض عينه على مثل هذه السلوكيات رغم أننا جميعا نراها أمام أعيننا يوميا في الشارع العام، ونسمع عن ما يجري خلف الأسوار والأبواب الموصدة؟، تلك بعض الأسئلة التي نود في هيئة التحرير أن نتقاسمها مع قراء صحيفة "المراكشي".
قد يكون عنوان المادة التي نشرنا مستفزا ، نوعا ما، لكن ألا يستفزنا كل هذا العنف الممارس على شقيقاتنا وبناتنا بشكل يومي؟، هل نواصل كبت حنقنا في صدورنا ونغمض أعيننا عما يجري ولا نفضح ونقاوم هذا السلوك بدعوى "حشومة"؟، أسئلة نطرحها للنقاش مع قراء صحيفة "المراكشي"، علنا نهتدي إلى رأي أكثر تقاربا وأكثر انسجاما في القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة بشكل عام ومنه العنف الجنسي.
وهنا أستثني الذباب الإلكتروني، من بعض الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر، بعدما أزعجتهم صحيفة "المراكشي" التي تفضح أسيادهم من مختلسي وناهبي المال العام، والمجندين من قبلهم، دون كلل أو ملل، ليكيلوا للصحيفة أنواع من الشتائم والسباب التي تكشف عن مستواهم المنحط، ويصفونها بصحيفة "المرايقية" و"المرقة" هي ديدنهم وفي سبيلها تجندوا لشتم صحيفة "المراكشي". لكن نعدهم ونعد أسيادهم بمواصلتنا فضح كل المختلسين الذين اغتنوا من المال العام، من أموال أبناء هذه المدينة؟.
وأخيرا، فإننا في هيئة تحرير صحيفة "المراكشي" لا ندعى امتلاك الحقيقة، الحقيقة التي لا يمكن اعتبارها إلا نسبية طالما أن لكل رأيه وموقفه من هذه القضية، وندعو الأخصائيات والأخصائيين الحقوقيين ورجال ونساء القانون إلى الانخراط في هذا النقاش الحقوقي-القانوني من أجل تنوير الرأي العام في قضية شائكة ومؤرقة ما أحوج الجميع إلى الانخراط فيها. وصحيفة "المراكشي" مستعدة للانفتاح على جميع الآراء والمواقف ومستعدة لنشرها على العموم وإثراء النقاش فيها.