
أكد المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، بيل كرامر، اليوم الثلاثاء، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد فضاء استثنائيا يعزز انفتاح السينما العالمية ويكرس تنوعها، ويهديها مواهب شابة واعدة.
وأعرب كرامر الذي حل ضيفا على فقرة “حوارات” ضمن الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن إعجابه بالأفلام المعروضة ضمن المسابقة الرسمية لهذه الدورة، بما فيها تلك التي تمثل إفريقيا والشرق الأوسط، معتبرا أن هذه الأعمال “رائعة” وتشكل إضافة مهمة للمشهد السينمائي العالمي.
وأوضح كرامر، خلال هذا اللقاء الذي أداره نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فيصل العرايشي، أن نسبة مهمة من الأفلام المتقدمة لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي تأتي من هاتين المنطقتين، مشيرا إلى أنه من بين 80 فيلما تتنافس سنويا على الجائزة، بينها 14 فيلما من إفريقيا والشرق الأوسط.
كما أشاد كرامر ببرنامج “ورشات الأطلس” الذي ينظمه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لفائدة المخرجين الصاعدين، معتبرا إياه “برنامجا رائعا يتيح للمواهب الشابة فرصة حقيقية لصقل مهاراتها، وتلقي المواكبة من مهنيين بارزين، والعمل بشكل مباشر على مشاهد ومقاطع من مشاريعهم”.
واعتبر أن هذا النوع من البرامج يوفر “جسرا مباشرا” بين المواهب الشابة ورواد الصناعة السينمائية، ويهيئ جيلا جديدا من المخرجين القادرين على دخول عالم السينما “من أوسع أبوابه”.
ودعا كرامر في هذا الصدد الشباب من طلبة السينما على الخصوص إلى “مشاهدة أكبر عدد من الأفلام” في المهرجان. واعتبر أن ترشيح هذه الأفلام للأوسكار يخلق لها جمهورا جديدا وواسعا عبر العالم، معتبرا في الوقت نفسه أن مستقبل السينما “يبدو ورديا”.
وفي سياق متصل، أكد المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أن زيارته للمغرب تأتي ضمن انفتاح المؤسسة على السينمائيين عبر العالم، مضيفا أن الأكاديمية التي تضم اليوم أكثر من 11 ألف عضو، باتت منظمة عالمية تراهن على تنوع جنسيات الأعضاء والأفلام المرشحة.
وأشار إلى أن الأكاديمية لا تقتصر على تقديم جوائز الأوسكار، وإنما تدعم السينما والسينمائيين من خلال جوائز تكريمية أخرى، وبرامج زمالة وتكوين، وبرامج تعليمية للطلبة، إضافة إلى متحف السينما الذي أحدثته، والذي يضم أفلاما وملابس وإكسسوارات وكل ما يرتبط بتاريخ الإخراج والتمثيل بما يجعل منه “مخزنا لذاكرة السينما”.
وعن نصائحه لصناع الأفلام الشباب، دعا كرامر الأجيال الشابة إلى الإفادة من التجارب الناجحة للسينمائيين البارزين، مشيرا إلى أن اللحظات المؤثرة التي يشهدها حفل تسليم جوائز الأوسكار، وتصريحات الفائزين بها خلاله، هي لحظات يمكن أن يعيشها هؤلاء الشباب في المستقبل.
وبخصوص إشكالية التمويل، دعا كرامر المخرجين الشباب إلى الحرص على تنويع مصادر الدعم والبحث عن شراكات تمويل مختلفة، معتبرا “تنويع التمويل يقلص المخاطر” ويقوي فرص نجاح الأفلام المستقلة.
من جهة أخرى، ذكر المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أن الدورة المقبلة من الأوسكار ستشهد لأول مرة تسليم جائزة خاصة بفئة مديري اختيار الممثلين (Casting Directors)، على أن تنضاف فئة أخرى من الجوائز سنة 2028 تتمثل في تتويج أفضل مصمم لمشاهد المجازفة (Stunt Design).
وبخصوص التغيير الذي فرضته تقنية البث الرقمي للأفلام على طرق الفرجة السينمائية، أكد كرامر أن السينما “تتغير بسرعة”، وأن المطلوب هو ضمان استمرار “التعايش” بين الفرجة الرقمية والفرجة في قاعات السينما.
وفي معرض تفاعله مع أسئلة الحضور، توقف المتحدث عند إشكالية إغلاق القاعات السينمائية، حيث دعا إلى الاستثمار في تأهيلها وتشجيع الجمهور على العودة إليها، مؤكدا أن السينما “فن يتحدى الزمن”. كما توقف كرامر عند الخطابات المثيرة للجدل التي تشهدها حفلات الأوسكار، مشددا على أن الحفل هو “عرض مباشر” لا تمارس الأكاديمية فيه أي رقابة أو تقدم أي تعليمات لما يجب أن يقوله الفائزون لحظة اعتلائهم المنصة، باعتبار ذلك “لحظات شخصية يعبرون فيها عن آراءهم بحرية”.
يشار إلى أن بيل كرامر يشغل منصب المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة منذ سنة 2022، حيث يقود برامج الأوسكار ومتحف الأكاديمية ومبادرات دعم المواهب وحفظ التراث الفيلمي، ويشرف على خدمات أكثر من 11 ألف عضو.
المراكشي/ و م ع



