وطني

بعد مذكرات بوستة.. الزميل محمد الضو السراج يصدر مؤلف “إسماعيل العلوي نُبل السياسة – مسيرة حياة”

صدر للزميل الصحافي محمد الضو السراج مؤلف جديد عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، تحت عنوان “إسماعيل العلوي نُبل السياسة – مسيرة حياة”، وذلك بعد كتاب “امحمد بوستة الوطن أولا..مذكرات في السياسة والحياة”.

الكتاب، الذي جاء في 697 صفحة، وهو متوفر حالياً في المكتبات، أعده وأنجزه الصحافي محمد السراج الضو، بعد حوالي ثلاث سنوات من الإشتغال والعمل الدؤوب منذ عام 2022.

ويتألف الكتاب من 12 فصلاً، إضافة إلى ملاحق وصور نادرة توثق مسيرة مولاي إسماعيل العلوي كشخصية وطنية تقدمية ومناضلة، بدأ نشاطه السياسي منذ الستينيات في الحزب الشيوعي المغربي، ثم في حزب التحرر والاشتراكية، وبعده حزب التقدم والاشتراكية.

“تعلمت في مرحلة الثانوية على أستاذة لفتتني أن معرفة الماضي لا تكون ذات جدوى إلا إذا ساعدت في إدراك الحاضر والعمل على تغيير الواقع الراهن نحو الأحسن، حتى يكون المستقبل أفضل. هذه الفكرة النيرة تراودني دوما وأحاول أن أعمل على هديها..” هكذا ختم الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي تأملات في الصفحة الأخيرة لهذا الكتاب حول حياته، وتجاربه، والدروس التي استخلصها من مسيرته السياسية والفكرية.

وحول منهجية إعداد هذا الكتاب، والخطى التي سلكها في إخراجه إلى الوجود، يقول الصحافي محمد الضو السراج في تقديمه لهذا العمل: “في بداية 2022، شرعتُ في إعداد هذا الكتاب – السيرة، بالاعتماد على ذاكرة مولاي إسماعيل أولاً، ثم على عدد من الوثائق، والحوار، والتصريحات المسجلة في مجموعة من الحوامل الورقية والرقمية والسمعية-البصرية، مع إعادة مراجعتها وترتيبها كرونولوجياً وتبويبها إلى فصول، مع التدقيق في أسماء الأمكنة وتواريخ الأحداث وتفاصيلها. كما تم تجاوز بعض الثغرات أو إضافة معطيات جديدة، بالعودة إلى ذاكرة مولاي إسماعيل.”

ويؤكد الضو السراج أن هذا الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل يتوقف عند المحطات المفصلية في مسيرة إسماعيل العلوي لتحليل الوقائع بعمق وإبداء آرائه حول الأحداث التي عاشها أو كان شاهداً عليها، بل وأحياناً كشف الغموض الذي كان يلفها. وكجغرافي مختص في الجغرافيا البشرية، يتبنى مولاي إسماعيل منهجية دقيقة في تحليل المعطيات، ويفسر القرارات والمواقف التي اتخذها بصفته أميناً عاماً لحزب تاريخي أو مسؤولاً في حكومة التناوب، مع تدقيقه في صحة الوقائع والتواريخ والأسماء.

ويعد هذا المؤلف سجلاً مفتوحاً يحمل رسائل سياسية موجهة للشباب والطبقة السياسية في المغرب بمختلف توجهاتها. إنه ليس مجرد سرد توثيقي لمسيرة إسماعيل العلوي، يقول السراج الضو، بل هو أيضاً قراءة تحليلية معمقة لمسارات المغرب السياسية والثقافية، مما يجعله وثيقة ذات قيمة لفهم التحولات السياسية والاجتماعية في البلاد.

ويشير الضو السراج إلى أن هذا الكتاب يُظهر كيف ارتبطت الممارسة السياسية عند إسماعيل العلوي بالعمل الثقافي والفكري والجمعوي، وهو ما يميز شخصيته كفاعل سياسي ومثقف ملتزم. ويرى العديد من المتابعين أن إسماعيل العلوي يجسد نموذج المثقف الملتزم والمدافع عن قضايا الفلاحين والطبقة العاملة والفئات المستضعفة، حيث كان دائم الحرص على المزاوجة بين العمل السياسي والبعد الأخلاقي، وهو ما أكسبه تقدير الجميع.

ويعتبر هذا الكتاب شهادة حية على مسيرة إسماعيل العلوي كأحد أبرز الشخصيات السياسية والفكرية في المغرب، ويشكل مرجعاً هاماً للمهتمين بالشأن العام، والسياسة، والثقافة، والتاريخ السياسي المغربي.

ويقول الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي حول كتابة سيرته الذاتية: “رأيت أنه من باب الغرور أن أقول إن الذاكرة ستكون وفية وتبقى بأشيائها مضبوطة… مع الأسف، لم أدوّن كتابياً وبكيفية منتظمة كل المراحل التي عشتها منذ صغري إلى يومنا هذا.”

ويضيف مولاي إسماعيل العلوي، في الصفحة الأخيرة لهذا الكتاب، “فانا الآن فقدت القدرة على الإبصار بعيني اليمنى، وما يدور في ذهني أني قد أفقد العين الأخرى، فهذا أمر وارد، لأن الإنسان مصاب باستمرار، كما أنه أعاني من بعض المتاعب الأخرى…وها أنا ذا أقدم لكم اليوم صورة عن نفسي منعكسة في مرآة الواقع بدون رتوش، في محيط سياسي وحزبي اخترته عن طواعية وأسهمت فيه منذ البداية بكل ما أملك من قوى فكرية وتنظيمية حتى يكون في المستوى المناسب.”

بعد الكتابين حول كل من امحمد بوستة ومولاي اسماعيل العلوي، سيواصل الضو السراج إصداراته بمؤلفين جديدين تحت عنوان “المحجوبي أحرضان، أمغار بين البارود والشمايت”، و”الدكتور عبد الكريم الخطيب، مقاوم في جبة طبيب”، وهما مؤلفان يرومان كذلك توثيق الذاكرة وتسجيل الأحداث التاريخية التي، للأسف الشديد، لم نقم بواجبنا كصحافيين للكتابة حولها وإخراجها من غياهب النسيان، وهو ما وصفه محمد الضو السراج في تمهيده لمذكرات الأستاذ إسماعيل العلوي بـ”العقم المغربي، بل بالجحود ضد النبوغ المغرب..”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى