كشف عمدة مراكش، مرة أخرى، عن مستوى الانحطاط الذي بلغته بعض مؤسساتنا الجماعية، وكيف أن مسؤوليها لا يفرقون بين حديث الشارع، والحديث داخل هذه المؤسسة الدستورية.
فقد خاطب عمدة مراكش، يوم أمس الخميس بمناسبة انعقاد دورة المجلس، زميله في حزب العدالة والتنمية، المستشار خليل بولحسن بـ" اللي فيه الفز كايقفز"، وذلك لأنه تصدى للعمدة عندما وصف مدير نشر صحيفة "المراكشي" بـ"المتعالم الذي يفهم في التاريخ والجغرافيا وعلم الفلك ومانعرف كاع أش داكشي.. ويكتب عن ديوان الكتبية.. كأنه هو الذي أسس الكتبية". قبل أن يرد عليه بولحسن بضرورة احترام الرأي المخالف وإلا قلنا عنك "المتجيهلين".
طبعا، ياعمدة مراكش، أجداد أبناء هذه المدينة، التي ترأس مجلسها دون أن تحترمه أو تحترم من تمثله، هم من بنوا الكتبية وصنعوا مجد المغاربة عبر امبراطورية امتدت شمالا حتى الأندلس و فرنسا وإلى ليبيا مرورا عبر الجزائر وتونس وإلى دول جنوب الصحراء..
هذا القاموس الذي يكشف عن تدني مستوى بعض المنتخبين، ليس جديدا على عمدة مراكش، فقد سبق أن وصف تجار سوق الخضر والفواكه، الذين كانوا بصدد الإحتجاج أمام مقر المجلس على قرار العمدة تفويت سوق الجملة، (وصفهم) بـ"المتطاولين على أسيادهم"، كأنه السيد وهم العبيد.
ومعلوم أن عمدة مراكش قد أهمل ملف مشروع "ديوان الكتبية"، الذي وافق الملك محمد السادس على إقامته بمحيط الكتبية مطلع سنة 2014، قبل أن يتم إهمال الملف على الرفوف، ليتقرر نقله إلى المقر السابق للمكتب الصحي، و أخيرا قرر العمدة نقله إلى المقر السابق لغرفة الصناعة التقليدية.. وهو العبث الذي يكشف عن مستوى عبث مسؤولي هذا المجلس، وتصورهم الحقيقي للشأن الثقافي.