تشهد عدة دواوير تابعة لجماعتي الوداية وأولاد الدليم نواحي مراكش حالة من الغليان والاحتقان الاجتماعي، نتيجة ما وصفته الساكنة بـ”الاستغلال المفرط والتعسفي” لواد تانسيفت من طرف إحدى المقاولات الخاصة، التي تقيم نقاطاً لاستخراج المواد الأولية من الوادي، مما تسبب في أضرار بيئية واقتصادية خطيرة.
ووفق بلاغ صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع المنارة مراكش، فقد خرج العشرات من سكان دواوير الشهيبات، السويگية، ابن عائشة، القيسارية، وعزيب سيد الزوين للاحتجاج، بعد أن امتدت أعمال الحفر والاستخراج إلى الأراضي الزراعية المجاورة، التي تعتبر المورد الوحيد لعيش هؤلاء السكان.
وذكرت الجمعية أن المقاولة المعنية تجاوزت في نشاطها حدود المعقول، مما أدى إلى تدمير الغطاء النباتي وتجريف التربة واستنزاف الفرشة المائية، في تهديد مباشر لسبل عيش العشرات من الأسر، وسط اتهامات خطيرة بتهديد الساكنة وترهيبها من طرف صاحب الشركة.
وأشارت الجمعية إلى أنها سبق أن رصدت حالات مشابهة بكل من دوار زاوية الشرادي وجماعتي المزوضية وحربيل، محذرة من تداعيات الاستغلال العشوائي لواد تانسيفت وروافده، خاصة واد نفيس، على النظام البيئي والفلاحي في المنطقة.
وطالبت الجمعية الحقوقية بفتح تحقيق حول علاقة المقاولة ببعض عناصر السلطة المحلية، والوقف الفوري لأي تهديدات موجهة للساكنة، داعية السلطات الحكومية والمحلية والمنتخبة إلى التدخل العاجل لرفع الضرر عن المتضررين، وحماية الأراضي الزراعية والمياه الجوفية من التدهور المستمر.
كما جددت الجمعية دعوتها لإرساء قواعد شفافة وصارمة في تدبير المقالع، وإعمال رقابة حقيقية ومحاسبة كل من يخرق القوانين أو يساهم في تدمير البيئة، مع إنهاء مظاهر اقتصاد الريع ومنح الرخص العشوائية التي تكرس التهميش والفقر في المنطقة.
