
عبّرت عائلة ياسين شبلي، الذي توفي خلال إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية داخل مخفر الشرطة بالمنطقة الأمنية الإقليمية بابن جرير سنة 2022، عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”الحكم المجحف” الصادر عن المحكمة الابتدائية بابن جرير في حق شقيقيه سعيد وأيمن شبلي، واللذيْن أُدين كل منهما بثلاثة أشهر حبسا نافذا، على خلفية ما تعتبره العائلة “متابعة كيدية وانتقامية”.
وأشارت والدة الشهيد، مباركة معاد، رفقة شقيقاته، في نداء موجه إلى الرأي العام الوطني والدولي، أن الأسرة لا تزال تتعرض لما وصفته بـ”سلسلة من الضغوط والمضايقات” منذ فتح ملف وفاة ياسين شبلي، معتبرة أن المتابعة القضائية لشقيقيه تأتي في سياق محاولة “ثني الأسرة عن المطالبة بكشف الحقيقة كاملة بشأن ظروف الوفاة التي تؤكد أنها ناجمة عن تعذيب شديد أفضى إلى الموت داخل مخفر الشرطة”.
ووفق ما ورد في النداء، فإن سعيد وأيمن شبلي دخلا في إضراب عن الطعام منذ لحظة اعتقالهما، كما أن سعيد يعاني من آثار عملية جراحية حديثة، دون أن تُؤخذ هذه الظروف الصحية بعين الاعتبار في الحكم الابتدائي الصادر بتاريخ 15 يوليوز الجاري.
واستنكرت العائلة أيضا، ما اعتبرته “انحيازا في مسار المحاكمة”، مشيرة إلى رفض المعنيين بالخضوع لمحاضر الضابطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية نفسها المتهمة في الملف الأصلي، ومطالبتهما باستجواب أمام جهة محايدة، وهو ما لم يتحقق، وفق تعبير البلاغ.
وأكدت الأسرة في ذات النداء أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لضغوط، مشيرة إلى تعرضها لمحاولة تصفية جسدية خلال تنقلها لحضور إحدى الجلسات بمحكمة الاستئناف بمراكش، بعد أن لاحظت تفكيكا متعمدا لبراغي إحدى عجلات السيارة التي كانت تقل أفراد العائلة، إضافة إلى متابعات قضائية سابقة طالت معظم أفرادها، باستثناء الأم وابنتها المريضة بالسرطان، في قضايا اعتبرتها العائلة “كيدية”، وأسفرت عن أحكام ابتدائية بالحبس موقوف التنفيذ.
وشددت الأسرة على تمسكها بمطلب الحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة داخل وخارج مخفر الشرطة بابن جرير، معتبرة أن هذه التسجيلات قادرة على “كشف الحقيقة وإنصاف الشهيد ياسين”، كما عبّرت عن امتنانها لهيئة الدفاع وكل الهيئات والفعاليات الحقوقية التي ساندتها منذ بداية القضية.
وفي ختام ندائها، أعلنت الأسرة تضامنها مع الناشطة الحقوقية سعيدة العلمي، مطالبة بالإفراج الفوري عنها، كما حمّلت المديرية العامة للأمن الوطني المسؤولية الكاملة عن أي تدهور صحي قد يلحق بسعيد أو أيمن شبلي بسبب إضرابهما عن الطعام.