رفعت السلطات الإقليمية بالحوز من درجة التعبئة، من خلال تفعيل منظومة يقظة متعددة المتدخلين، تروم الحد من تداعيات التقلبات الجوية وضمان سلامة المواطنين واستمرارية حركة السير.
وعقب النشرة الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، والتي حذرت من موجة برد قارس وتساقطات ثلجية مهمة بعدد من المناطق الجبلية، تجندت لجان محلية لليقظة تضم السلطة المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة، لتعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية المتوفرة، من أجل الاستجابة السريعة لمختلف الحالات الطارئة المحتملة، مع اعتماد التنسيق الميداني المستمر كآلية أساسية للتدخل.
وفي هذا الإطار، عاين فريق من وكالة المغرب العربي للأنباء مختلف التدابير المتخذة على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وورزازات، لاسيما على مستوى جماعة زرقطن بإقليم الحوز، التي تعد من المقاطع الطرقية الحساسة خلال فترات التساقطات الثلجية.
وعلى امتداد هذا المقطع الطرقي، تنتشر بشكل مكثف عناصر الدرك الملكي، من خلال إقامة دورية ثابتة وسدود أمنية، تهدف إلى تنظيم حركة السير ومنع العبور نحو المقاطع الأكثر خطورة، خاصة في اتجاه المناطق التي تعرف تراكم الثلوج أو انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة.
كما عمدت سرية الدرك الملكي إلى نشر دوريات متنقلة تسهر على تأمين السير والجولان، وتقديم الإرشادات اللازمة لمستعملي الطريق، تحسيسا بمخاطر الانزلاق وصعوبة الرؤية المرتبطة بتهاطل الثلوج.
بدورها، تعمل المصالح التابعة للمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بالحوز على تتبع وضعية هذا المحور الطرقي بالإقليم، خاصة بالمسالك القروية المؤدية إلى الدواوير الجبلية، وتشخيص الحاجيات اللوجستيكية بشكل استباقي، وإشعار المصالح المركزية والجهوية بالحاجيات المرتبطة بآليات إزالة الثلوج ووسائل التدخل السريع.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد رئيس قطاع تدارت بالمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك، حماد آيت بوجمعة، بأنه تم تسخير معدات وجرافات لإزالة الثلوج وفتح الطرق في حال تسجيل أي انقطاع، وذلك بهدف فك العزلة عن المناطق المتضررة، وضمان تنقل المواطنين، وتسهيل وصول فرق التدخل، سواء التابعة للوقاية المدنية أو المصالح الصحية عند الاقتضاء.
وأضاف أنه تم وضع فرق تقنية في حالة تأهب قصوى للتدخل الفوري عند رصد أي اضطرابات في حركة السير، تماشيا مع التعليمات الصادرة عن السلطات المختصة، لاسيما وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والماء، وبتنسيق مع لجنة اليقظة على صعيد عمالة الإقليم، التي تعمل على تتبع تطورات الوضع الميداني واتخاذ القرارات المناسبة بشكل استباقي.
من جانبها، تضطلع السلطات المحلية بجماعة زرقطن بمهمة التنسيق مع مختلف المصالح المعنية، من درك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية ومصالح التجهيز والتعليم والصحة، من أجل السهر على نجاعة التدخلات وضمان انسيابية التواصل بين المتدخلين.
كما يضطلع أعوان السلطة بدور محوري في التواصل المباشر مع الساكنة، خاصة بالمناطق القريبة من المحاور الطرقية، من خلال تقديم التوجيهات الضرورية وحث المواطنين على توخي الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات الوقائية.
وفي تصريحات مماثلة، عبر عدد من المواطنين ومستعملي الطريق عن ارتياحهم للتدابير الاستباقية المتخذة من قبل السلطات الإقليمية، مؤكدين أن الحضور المكثف لمختلف المصالح ساهم في تعزيز الإحساس بالأمن والطمأنينة خلال هذه الفترة التي تعرف تقلبات جوية صعبة.
المراكشي/ و م ع
